27 ديسمبر 2008

إلى من لم ير صبرا و شاتيلا

أكثر من 195 قتيلا و أضعافهم من الجرحى في قلب غزة ، و إسرائيل تقول إنها مجرد بداية في حربها ضد حماس "الإرهابية" .

إلى من لم ير مذبحة دير ياسين ، أو مذبحة صبرا و شاتيلا ، هناك مذبحة جديدة تجري الآن في غزة ، تنقل لكم على الهواء مباشرة على كل محطات العالم ، برعاية زعماء العرب الشريك الرئيسي و الراعي الرسمي لخطة إسرائيل لتغيير خريطة المنطقة كما صرحت ليفني من مصر أمس .

تغطية المجزرة من بي بي سي

تغطيات المدونين
عدوان جديد على غزة وصمت عربي مخزي (مدونة جنّي)
انا محرجة اني مصرية (مدونة جبهة التهييس الشعبية)
اين انتم يا من تسمون نفسكم عرب؟ (مدونة رحيل نحو الأمل)
انا زهقت حرااااااام (مدونة العائشة في الأحلام)
الدور علي مصر..أفيقوا أيها النائموووووووون (مدونة نوتة و قلم)
نملة سليمان ترحل ..إلى غزة !! (مدونة مجداوية)
الدور على مصر (مدونة MaGn0liA)
في غزة الجريحة (مدونة جورنال مصر)
يارب .. إنا مظلومون ... فانتصر... إنقطع الرجاء إلا منك (مدونة الشاعر)
أحمد ابو الغيط ... من فضلك إستقيل (مدونة حكاوي آخر الليل)
عزيزتى غزة (مدونة خالو أحمد الصباغ)
مش كفاية كده (مدونة لماضة)
ربنا يسامحنا و يعزهم (مدونة نعكشة)
تابعوا ما يحدث في غزة (مهندس مصري بيحب مصر)


من أجل غزة .. قاطعوا جميع المنتجات المؤيده للقصف (جروب جديد على فيس بوك)
النقاش على جايكو

أعتذر عن نشر المقالة الجديدة نظرا للظروف التي يمر بها الشعب العربي في غزة ، و حسبنا الله و نعم الوكيل .

13 ديسمبر 2008

قلة أدب

قلة أدب أشعر أحيانا أنني لا أنتمي إلى هنا ! أعني هذا المكان و هذا الزمان .

أحيانا لا أعرف هل اختلفت الحياة من حولي أنا بصورة سريعة لا أستطيع أن ألاحقها ، أم أن كثير من الناس يشعرون بالمثل ؟

أحيانا أبحث عن أشخاص يشعرون مثلي ، و للعجب أندهش عندما أجدهم !

مشكلتي باختصار هي إحساس مستمر ، و متزايد ، و مؤلم بالإسفاف ، إحساس بانهيار الذوق العام ، إحساس بأن الحياء ذهب بلا عودة ، و أن الناس منبهرين بهذا ، و أن الناس يعتبرون هذا اكتشافا عظيما ، بل و يعتبرون هذا نوعا من اكتمال الحياة ، بل هو سلوك تقدمي كذلك !

كلا يا سادة ، سوف أصدمكم و أقول : لقد تعلمت أن هذه "قلة أدب" منذ أن كنت في سن دخول الابتدائي – أقصد برايماري .

انحطاط الحضارة

لا أنكر أن الأطفال عادة ما يحاولون إثبات أنهم كبارا في مرحلة سنية معينة بتقليد فج للكبار ، و عادة ما يكون هذا التقليد للمظاهر التي لا يجرؤ على فعلها إلا الكبار ، فنجدهم يتلفظون بالكلام الخارج ، أو يبصقون على الأرض ، أو يتعمدون الخشونة في الحديث ، أو يفتعلون المعارك ، أو يدخنون ، الخ .

و عند الأطفال تكون هذه المغامرات نوع من إثبات الذات ، و عادة ما ينقسم الأطفال إلى نوع من اثنين : إما أن ينضج مع السنين و الخبرة ، و الرشد الحقيقي ، فيكتشف أن هذه الأفعال منفرة ، و أن فرض شخصيته على الآخرين يكون بأفعال و أقوال أخرى ، و تتكون هذه الشخصية بحسب العرف و العادات في مجتمعه .

أما النوع الآخر فلا يستقبح القبيح إما لجهله ، و إما لانعدام القدوة المجتمعية أمامه ، فيعتمد مظاهر "قلة الأدب" كدليل فاسد على النضج .

و ما أراه من مظاهر بادية في مجتمعنا تنبئ عن تحول جماعي تدريجي إلى "قلة الأدب" ، فهل يعني هذا أن مجتمعنا يفتقد الرشد اللازم ، و أنه يتحول من مجتمع طفل مشاكس مراهق ، إلى مجتمع فاسد منحل ؟

حضارة الانحطاط

من مظاهر الانحطاط التي تؤلمني تحول الألفاظ التي كانت تعتبر خارجة إلى ألفاظ دارجة ، و تحول استعمالها إلى نوع من المزاح ، و "الشياكة" في الحديث ، و المؤسف أن تجد نساء يستخدمن مفردات قبيحة ، أو لا يتحرجن من التحدث مع من يستخدمها .

أذكر موقف حدث لي في أيام الدراسة ، حينما وقفت زميلة جامعية تحكي نكتة ، و ختمتها بلفظ خارج ، و صدمت أنا بشدة لأنني أقف و أسمع هذه الكلمة أمام بنت ، فما بالك بأنها هي من تقولها ! لدرجة أنني سألتها : "إنت عارفة الكلمة دي معناها إيه؟" – ظنا مني أنها تقولها ببراءة من قبيل الجهل بمعناها الحقيقي ، فقالت من وسط دموع الضحك الهستيري : "أيوه" ، فأحسست أنا بالبراءة لأنني كنت قد عاهدت نفسي ألا أتلفظ بكلمات مماثلة من قبل ذلك الموقف بسنوات .

لم يقتصر الموضوع على فجاجة بنت تحكي نكتة ، بل تطور الأمر لتصبح "قفشات" المسرحيات خارجة ، و كوميديا الأفلام خارجة ، و أصبح التراشق بالألفاظ الخارجة داخل مجلس الشعب و في الصحافة ، و أصبح المعتاد أن نغلق النافذة عند خروج طلبة المدارس المجاورة لأن معظم كلامهم أصبح خارجا ، و حدث و لا حرج عن الإنترنت بمنتدياته ، و غرف المحادثة ، ثم المدونات فيما بعد ، التي أصبح البعض القليل منها يرفع على خجل شعار "مدونة نظيفة" .

قلة أدب 1 كان "الأدب" قبل ذلك و معه سباقا و رائدا في هذا المضمار ، حيث صارت طرق السرد الحديثة رمزا في الغالب ، و أصبح المعتاد أن جوانب الشخصية الروائية لا تنكشف للقارئ إلا بكشف السلوك الجنسي لكل شخصية من الشخصيات ، كما أن استخدام اللغة العامية لابد أن يرصع طبعا بلغة الشارع ، و أصبحت الواقعية عنوان الابتذال في الحكي معنى و مبنى ، فالقارئ لن يقتنع أن البطل رد سجون إلا إذا استخدم أقذع المفردات – واقعية .

ترادف مع هذا كله مظاهر الابتذال و الغرابة الغالب على ملابس الفنانين أولا ، ثم تبعهم الشعب بفئاته – و الفضل يرجع لثقافة الأغاني ، حتى أن من يبحث عن ملابس "طبيعية" قد لا يجدها بسهوله في مدينة عامرة كالقاهرة ، فأصبح الحديث و الإشارة إلى الملابس الداخلية للجنسين حديث معتاد و طبيعي أيضا ، و أصبح ستر العورة فضلا يتغنى به الناس .

و كان التعليم عاملا حاسما في دعم حركة المجتمع نحو الأسفل ، و كان الأمن الحاضر الغائب الذي رأى كل شيء ، و لزم دوره في خدمة "الوطن" لا المواطن ، وتزامن مع هذا أيضا انتشار الفساد و الاحتكار و الاستبداد و الاستغلال بألوانه المعروفة للجميع ، و توارت القدوة الشريفة ، أو القدوة التي تتصدى لنماذج الانحراف .

حضارة أم انحطاط ؟

و الآن تكثر في المجتمع تساؤلات مصدومة عن أسباب التحرش الجنسي الجماعي ، و الغش الجماعي ، و الغرق الجماعي ، و التزوير الجماعي ، و البطالة الجماعية ، و جهل الشعب بأبسط حقوقه و واجباته ، و لا أحد يربط هذا بشكل مباشر بقلة الأدب الجماعي أيضا .

إن التفكير البسيط يشير إلى أن هذا التحول المزعج الحاصل في المجتمع ، و الذي يحوله إلى مجتمع إسفاف و ابتذال و سوء أخلاق ، قد يكون هو سبب مشاكلنا الجماعية ، و كفى بشيوع البلوى سببا في العقاب الجماعي .

إن رفض كل منا لهذا التحول الكريه قد يكون هو كل ما نملك فعله الآن ، و هذا الرفض يجب أن يكون صادقا ، و عمليا ، و فوريا .

لقد امتلكنا شجاعة الأطفال الصغار في مغامرتهم ليثبتوا أنهم كبارا ، فهل نكون بشجاعة من نضجت شخصيته فيفرضها برغم طفولة المجتمع ؟


* اللوحة للفنان محمد حجي


* تحديث : هل يمكن التصدي لقلة الأدب ؟

07 ديسمبر 2008

الحساب الختامي

الحساب الختامي في مناسبات معينة تتجمع داخلي سحب من الأفكار ، تمطر في حياتي تجارب و توجهات و مواقف ، و بالتجاوب معها و استثمارها قد تثمر خططا و تطويرا لمختلف جوانب الحياة .

فمثلا بمناسبة أجازة العيد – أعاده الله علينا جميعا و على الأمة بكل خير – و بمناسبة اقتراب نهاية العام الهجري ، و بمناسبة نهاية العام الميلادي ، و بمناسبة نهاية عام في عمري و بداية آخر ، كل هذه المناسبات تفرض على الإنسان أن يراجع حياته ، و يحاسب نفسه ، و يحكم على ما أنجزه في الفترات السابقة ، ليصل إلى أهدافه و خططه للفترة المقبلة .

بدأت هذه العادة عندي منذ سنين لا أذكرها ، و لا أدعي أنها جعلتني أنجح من غيري ، و لكنها جعلتني أكثر وعيا بمسار حياتي ، و جعلت التخطيط للمستقبل عملية واعية ، كما أنها ساعدتني على الاستفادة من دروس حياتي .

و أنت ، هل جربت أن تحاسب نفسك من قبل ؟

جوانب الحياة

حتى تكون الحياة متزنة ، يحتاج الإنسان النظر إلى مختلف جوانب الحياة ، و هذه الجوانب هي :

1. الجانب الروحي

2. الجانب الاجتماعي و العاطفي

3. الجانب العملي

4. الجانب المالي

5. الجانب الصحي

6. الجانب الترفيهي

7. الجانب الفكري و الثقافي

8. الجانب الإبداعي

9. جانب تطوير الذات

و الوعي بهذه الجوانب مهم للتقدم في كل منها ، و بالتالي لتتوازن الحياة ، و الوعي بها يعني معرفة الوضع الحالي لكل منها ، و تحديد الأولويات و الأهداف لكل منها ، و وضع خطط لتحقيق هذه الأهداف .

و بالطبع ليست كل الجوانب على نفس القدر من الأهمية ، و لا يمكن توزيع المجهود و الوقت عليها كلها بالتساوي ، فمثلا يحتاج الجسم إلى الراحة نحو ثلث الوقت ، و يعمل الإنسان نحو ثلث الوقت ، بينما تتكدس بقية النشاطات في الثلث الباقي ، كما أن المجهود البدني أو الفكري أو النفسي يتوزع بنسب مختلفة بين هذه الجوانب .

و لكن يجب على أي حال أن يكون لكل من هذه الجوانب نصيب في حياتك ، على الأقل بالقدر الأدنى الذي يوفر احتياجك لكل منها .

خطط لحياتك

كنت أنوي أن أسرد هنا تفصيلا لكل جانب من جوانب الحياة ، و أمثلة على الأهداف و الخطط التي يمكن أن توضع في كل جانب منها ، و لكنني وجدت أن هذا لن يفيد بدون عرض تفاصيل كثيرة ، ربما تتطلب مجموعة مقالات تتكامل لتعطي صورة أوضح عن كيفية وضع خطة للحياة ككل ، و كيفية تقسيم هذه الخطة إلى أهداف سنوية و شهرية و يومية ، و كيفية استغلال الوقت و الاستفادة باليوم بالشكل الأمثل ، و كيف يمكن اكتساب المهارات اللازمة للنجاح في تحقيق هذه الأهداف ، و أيضا كيفية تحديد الأولويات .

و بما أن هذه الخطوة تتطلب مجموعة من المقالات ، فسوف أرجئ القرار فيها حتى تظهر نتيجة التصويت الجديد الموجود في الجانب الأيسر العلوي بإذن الله .



و في النهاية أهنئكم و الأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، أعاده الله على الأمة بعزة و نصر و حرية .


تنويه : تم نشر تحقيق للقاء مع مجموعة من المدونين في مجلة الشباب هذا الشهر ، و للأسف جاءت الجمل مقطوعة و غير مطابقة لما قيل ، كما افتقد التحقيق أهم الموضوعات التي أثيرت أثناء اللقاء ، و أحمد الله أن تمت كتابة اسمي و اسم مدونتي بشكل صحيح ، و لكنني أحببت أن أقول لكل من قرأ الموضوع أن ما كتب على لساني جاء متناقضا ، و لا يعبر عما قلته في الواقع !



* اللوحة للفنان محمد حجي

29 نوفمبر 2008

أشياء صغيرة

أشياء صغيرة اضطر للتوقف المفاجئ على جانب الطريق السريع استجابة لإلحاحها ، لم يدر ماذا تريد في مثل هذا المكان النائي ، و في مثل هذا الوقت من الصباح الباكر .

تمنى فقط أن تكون بخير ، و ألا يتأخرا على الميعاد .

...

كانت تشعر بتلك الرغبة بداخلها تحرقها ، تجعلها تتوق و تتشوق ، تتمنى و تحلم ، فلما لم تعد تطيق وجدت نفسها تصرخ فيه مطالبة بالتوقف .

كانت سرعته الفائقة تربكها ، و تشعرها بالعجز و الشلل ، و لم تكن تقوى أبدا على التخلف ، و لا على أن تطلب منه أن يبطئ من سرعته .

...

تأملها تنزل من السيارة بلهفة ، تنظر فيما حولها رافعة وجهها الشاحب إلى السماء ، بدت له كأنما هي تتشمم الهواء .

بدأ يفكر في النزول ليسألها عما بها ، و رآها تنظر إلى ما دون قدميها كأنها تبحث عن شيء عزيز فقدته هنا ، ثم بدأت تدور حول ذاتها .

الآن بدأ يشعر بالقلق الحقيقي .

...

أبطأت سرعتها و هي تنزل ببصرها تنظر إلى الحقول الممتدة أمامها ، الألوان و الأشكال تختلف عما اعتادت رؤيته كل يوم ، رائحة الهواء البارد بدت لها منعشة لطيفة .

أدهشتها حقيقة أنها تمر بهذا الطريق بشكل يومي منذ سنين ، و الآن تكتشف أنها تراه للمرة الأولى .

ضيقت عينيها و هي تحدق في تفاصيل الأشياء ، كانت تعب مما ترى لتروي روحها العطشى ، انحنت على جانب الطريق في محاولة لالتقاط أصغر التفاصيل .

...

كان واجبه يحتم عليه أن يترجل الآن ليفهم ما الأمر ، يجب عليه أن يكون بجوارها عندما تحتاج إليه .

فكر أن عملهما لا يسمح لهما بالتواجد معا لفترات كافية ، حتى تلك الأوقات التي يجتمعان فيها لا يجدان الحالة النفسية المناسبة لكي يكونا معا ، ربما عليه أن يخطط لأجازة أفضل لهذا العام ، فكر في هذا و هو ينحني بجوارها يحاول رؤية ما تنظر إليه .

...

كان إحساسها بالفقد ، و الاحتياج ، و العطش ، و الشوق ، كانت كل هذه الأحاسيس تتضح أمامها الآن ، و تتحول إلى حاجة ملموسة لأن تحتضن كل ما تشتاق إليه ، كانت تحتاج إلى أن تمسك بيديها كل ما تقرأ و تسمع عنه من حب ، و دفء ، و حنان ، و رحمة .

لم تفهم كلماته المتسائلة ، و لم تشعر بالقلق المتساقط من بين حروف صوته ، لم تكن معه في هذه اللحظة ، كما لم تكن معه أبدا من قبل .

...

كان قلقه الآن يتحول إلى ذعر مما تفعله ، إنها لا ترد عليه ، و تبدو كما لو كانت قد فقدت رشدها تماما ، جلست بملابسها الفاخرة على الأرض العشبية ، غرست أظافرها في طين الأرض ، اغترفت من الأرض ما يكفي لذهوله .

تلمس الهاتف في جيبه ، لا يعرف بمن يتصل كي يتصرف ، لقد اعتاد أن يحل أي مشكلة بمكالمة واحدة ، و لكنه لا يعرف ماذا عليه أن يفعل ، إنه حائر تماما .

...

تخلت عما في يدها ليضيع في الهواء ، بعدما أمسكته لوقت كاف ، ثم قامت بهدوء لتعود إلى السيارة ، لقد كانت تتحرك بثقة و تصميم ، لقد جعلها مذاق الأشياء الصغيرة تعرف ما تريد تماما .

ابتسمت له ابتسامة مشجعة ، و قالت : "أنا راجعة مصر" .

...

دار حول السيارة و هو مضطرب ، كان يفكر فيما عليه أن يفعله الآن .

 

* اللوحة للفنان محمد حجي

24 نوفمبر 2008

البؤجة الشتوية

بؤجة الخير مرت الأيام ، و مضى على البؤجة الأولى أكثر من ثلاثة أشهر ، و عاد الشتاء ببرده و قسوته ، فهلا عاد أصحاب الخير؟

زرنا في بؤجة الخير الأولى زهراء مصر القديمة ، و تعرفنا على مشاكل منطقة عزبة خير الله و إسطبل عنتر ، و حان الآن موعد الزيارة الثانية للتبرع بالملابس و البطاطين ، و أعتقد أن الكثيرون قرؤوا الدعوة بتفاصيلها على مدونة بيكيا للبيع ، و قوس قزح ، و غيرهما ، و لكنني أحببت أن أذكر بالميعاد ، و أن أضيف بعض المعلومات :

1- تفاصيل ميعاد البؤجة الشتوية في مدونة بيكيا للبيع ، و مدونة قوس قزح

2- مكان اللقاء من مدونة بيكيا للبيع

3- أصداء بؤجة الخير الأولى

4- لمعرفة المزيد عن المنطقة و مشاكلها و المشروعات الحالية : زور موقع حلم إسطبل عنتر

5- للاشتراك في رفع المعاناة عن أهالي المنطقة ، و متابعة أخبارهم ، و التعرف على المتطوعين ، اشترك في :

Stable Antar Facebook Group

لم يفت الوقت بعد لنعين إخواننا في الله و الوطن ، و لنلتقي على خير يوم الجمعة القادم (28 نوفمبر) الساعة 11 صباحا بإذن الله تعالى .

15 نوفمبر 2008

وعكة

وعكة كان الوقت نهارا ، و حركة العالم على أشدها ، و كان هو في القلب من هذه الحركة ، لم يدع في هذا اليوم نشاطا إلا و قام به ، و بدا له كأنما امتلك مفاتح القوة .

بدأ الأمر بسيطا ، ثم اشتد ، أوحى لنفسه أن كل شيئا طبيعيا ، استكمل يومه بنفس الهمة ، و في لحظة واحدة تهاوى .

لقد مر بوعكة صحية ، جعلت من حوله يندهشون كيف لم يشعروا بها قبل حدوثها ، لم تكن هناك مقدمات ، و كان هو صاحب النصيب الأكبر من الدهشة .

مرت عليه لحظات من الألم ، شعر خلالها بالضعف و الحاجة إلى المساعدة ، بحث في ذهنه عن إحساسه السابق بالقوة ، أخذ يتساءل عن أسبابه ، و لكنه لم يجد أيا من هذه الأسباب ، ما كانت القوة إلا مظاهرا و غرورا .

في أثناء تعبه مرت بذهنه خاطرة غريبة : "ترى هل أموت؟" ، لم يكن الأمر يستوجب ، و قال لنفسه : "لا أعتقد أن النهاية ستبدو كذلك" ، و لكنه في الواقع لا يدري كيف ستبدو النهاية ، و خطر له شيء آخر : "عندما تأتي لحظة الموت ، أتمنى ألا أمر بنفس هذا الإحساس من التعب و الألم" ، و لكنه كان يعلم في قرارة نفسه أن لحظة الموت ستكون أشد وطئا .

أحس أن المرض أشبه بالوقوع في البحر من على سفينة ، يناضل في البحر من أجل الحياة – مجرد الحياة ، يناوشه الغرق ، و ينهكه الصراع ، و عندما تمتد له يد المساعدة ، فتنتشله قوارب النجاة ، أو يصل إلى بر الأمان ، يحس وقتها أنه فاز و نجا من الكرب العظيم .

ترى إن أقبلت ساعة النهاية ، هل سيكون عليه أن يفكر في هذه الأشياء ؟ أم أنه سينشغل بأمور أخرى ؟

...

وعكة 1 "ليس هناك داع للقلق" ، قالها الطبيب ، و معها إرشادات العلاج ، إلا أنه مطالب بالتوقف ، و التقاط الأنفاس ، تساءل بقلق : "و لكن هذا يعني البقاء في الفراش!" ، و لم يكن لدى الطبيب استعداد للتفاوض في هذا الشأن .

...

أحيانا يفتقد الإنسان التوازن فيندفع في بعض جوانب حياته ، و يهمل جوانب أخرى ، فيسبب ذلك الاندفاع اختلالا في الحياة كلها يفقده الاتزان ، و يسلبه الاختيار .

و رغم ذلك يكرر الإنسان هذا ، و ينسى أن لديه في النهاية قدرات محدودة ، و عليه أن يسير في حياته وفقا لأولوياته ، و عليه أن يسعى ما وسعه السعي ، و ليس عليه إدراك النجاح في كل نواحي الحياة ، و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

قد يركن البعض منا إلى الراحة و الدعة ، فيخسرون كل هدف في الحياة ، و البعض الآخر منا قد يستنفذ طاقته و حياته في الجري وراء الأهداف ، و قد يحترف بعضنا الشكوى و البكاء و الحيرة ، و لا يفلح حقا إلا من استطاع أن يحدد أولوياته ، و أهم أهدافه ، و سعى لها سعيها ، و علم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .

...

عندما احتدم الموج من حولي ، و وجدت الماء يسد الطريق بيني و بين الحياة ، نسيت قوارب النجاة ، و يئست من ملامسة قدمي لأرض ، و ابتل قلبي بحزن عميق بعمق البحر ، وجدت اسمك يجري على شفتي ، و لهج لساني بذكرك ، و تذكرت بحارا كثيرة سقطت فيها ، و أنقذتني منها بقوتك و فضلك – بحار مرض ، و بحار فشل ، و بحار حيرة ، و بحار يأس ، و بحار خوف ، و بحار وحدة ، و بحار ألم ، و بحار ضعف ، و بحار ملل ، و بحار غباء ، و غيرها الكثير .

يا رب نجني ، و كن ناصري و معيني ، برحمتك استغيث ، أصلح لي شأني كله ، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين .

...

بعد انتهاء الوعكة ، و عودة الأمور إلى طبيعتها ، ظل يذكر ما مر به ، و ما عرف من الحق ، و ناجى ربه من جديد :

يا رب قد تجف قدميّ ، و تسرع خطواتي ، و رغم الأرض الصلبة من تحتي ، إلا أنني أعلم أنها ما هي إلا جزيرة وسط البحار المتلاطمة ، و أن اليم ينتظرني ، و ألا مهرب لي منك سواك .

* اللوحة للفنان محمد حجي

* تحديث : إقرأ باب فى نهاية النفق لأحمد عبد العدل ، و وعكة جنة

10 نوفمبر 2008

اعرف نفسك – في 8 أسئلة

اعرف نفسك مجلة ميكي كنت أهوى في طفولتي الإجابة على اختبارات "اعرف نفسك" في مجلات الأطفال مثل مجلة ميكي ، و كنت أجمع المجلات التي تحتوي على هذه الاختبارات للرجوع إليها ، و أذكر أنني قمت بكتابة النتائج في كراسة خاصة لتكوين ملف شامل عن شخصيتي ، و بالطبع كانت هذه الاختبارات من نوعية : هل أنت منظم ؟ هل تحب البحر أم الجبل ؟ هل أنت اجتماعي ؟ الخ .

بعد التخرج اكتشفت أن الاختبارات الشخصية جزء أساسي في الكثير من الدورات الإدارية ، و منها تصنيف كل متدرب حسب التقسيمات الشائعة عن الذكاء ، أو القدرة على اتخاذ القرار ، أو الذكاء العاطفي ، أو الثقة في النفس ، أو أسلوب القيادة الخ .

ثم جاءت اختبارات (Facebook) لتزيد الطين بلة ! فتجد اختبارا يخبرك أي المغنيين أنت ، أو أي الأدوار يمكنك أن تلعبه في المسلسل الفلاني ، أو أي الشخصيات الكرتونية أنت ، الخ من الاختبارات التي إن لم تكن سخيفة فهي تدخل في باب النكت .

و بقيت النصيحة الخالدة من أيام فلاسفة الإغريق "اعرف نفسك" ، فجميع الاختبارات التي خضعت لها لا تتناول الأسئلة الحقيقية التي أحتاجها لأعرف نفسي .

لماذا يجب أن تعرف نفسك ؟

تبقى الأسئلة المهمة هي تلك التي تدور حول الهوية و المصير ، و يبقى الهدف الأهم هو و ماذا بعد أن عرفت نفسك ؟

إن معرفة حقيقة أي وضع هي خطوة ضرورية للتعامل معه ، و لتطويره إذا كان يحتاج لهذا ، فمعرفة المشكلة هي أولى خطوات حلها ، و بالمثل فإن معرفتك لنفسك لا قيمة لها إلا إذا كنت حريصا على أن تنمي نفسك و تطورها لحل أي مشكلة تعاني منها ، و حتى تحقق ما تريد في النهاية ، سواء كان ما تريده هدفا قريبا ، أو هدفا بعيد المدى .

محاور التطوير

يحتاج كل منا أن يطور نفسه على محور أو أكثر من المحاور التالية :

1. تقليل الضغط العصبي ، و الانشغال الدائم ، و الفوضوية ، و القصور الذاتي ، و تسويف المسئوليات ، و في المقابل زيادة التحكم في الذات ، و النتائج ، و التوازن ، و الترتيب ، و الوضوح ، والتركيز ، و راحة البال .

2. تقليل الخوف ، و الغضب ، و الحزن ، و احتقار الذات ، و القلق العاطفي ، و العلاقات الاجتماعية الفاترة ، و الإحباط ، و في المقابل زيادة الشجاعة ، و الأمل ، و السعادة ، و الثقة في الذات ، و احترام الذات ، و التوافق مع الآخرين ، و المودة .

3. تقليل التفكير السلبي ، و الإحساس بالملل من كل شيء ، و القلق ، و انعدام التميز في أي شيء ، و في المقابل زيادة التفكير الإيجابي ، و الإبداع ، و الفهم ، و الوعي ، و التحمس ، و وضوح الاتجاه ، و الرؤية .

4. تقليل الإحساس بخلو الحياة ، و انعدام معنى كل الأشياء التي تبدو هامة للآخرين ، و في المقابل زيادة الهدف ، و المعنى ، و الرضا ، و الإحساس بما حولك ، و القدرة على الحب ، و الإيمان .

الاختبار

لقد اخترت هنا اختبارا لا يمكنني اعتباره الأفضل بأي حال ، و لكنه يركز على هدفين هامين :

1. محاولة كشف مدى معرفتك لنفسك

2. ما الخطوة التالية التي يجب عليك اتخاذها بناء على هذه المعرفة

أجب عن أسئلة هذا الاختبار ، و منها تستطيع أن تحدد خطوتك التالية ، و هذه الخطوة هي التعامل مع أحد محاور التطوير الأربعة السابق ذكرها :

أولا : تطوير التحكم في نفسك ، أي فيما تفكر ، و تشعر ، و تفعل ، لتغيير حياتك لتصبح ملكك فعلا .

ثانيا : ترويض مشاعرك و أحاسيسك ، أي أسلوب تناولك و فهمك لما يحدث حولك ، و كيفية تفاعلك معه بشكل إيجابي و صحي .

ثالثا : تطوير العقل ، أي ملكات التفكير ، و الإبداع ، و التخطيط لحياتك .

رابعا : النمو الروحي ، أي إضافة عمق لحياتك ، و وعيك بما حولك ، و الاتصال بربك ، و معرفة الغاية من وجودك .

الأسئلة

اعرف نفسك مجلة ميكي سوسو اختر الإجابة المثلى لكل سؤال بالنسبة لك ، و إذا وجدت أن أيا من إجابات أحد الأسئلة لا يعبر عنك فلا تختار إجابة له على الإطلاق ، و إذا وجدت أنك مضطر لاختيار أكثر من إجابة لنفس السؤال فلا بأس من ذلك .

الأول : أعظم تحد أواجهه هو :

أ – حياتي مشغولة للغاية ، و مشتتة ، و فوضوية

ب – أجد نفسي محاصرا بمشاعر قوية

ج – أشعر بالملل ، و كل ما يحيط بي مكررا رتيبا

د – حياتي لا معنى لها

الثاني : أفضل وصف لما يزعجني في حياتي الآن هو الإحساس :

أ – بمشاعر سلبية و مقيدة

ب – بعدم الأمان

ج – بالتعاسة

د – بعدم تحقيق متطلباتي

الثالث : أعمل الآن على :

أ – أن أتقبل نفسي

ب – أن أعبر عن نفسي

ج – أن أحسن من نفسي

د – أن أخدم الآخرين

الرابع : عادة ما أتعامل مع المشاكل ، و مع الحياة :

أ – وفقا لحدسي

ب – باتخاذ إجراءات عملية

ج – بما يتوافق مع منهجي الفكري

د – وفقا لمشاعري

الخامس : الشيء الأكثر قيمة لدي هو :

أ – المصير ، و الطريق إليه

ب – راحة البال ، و النظام

ج – فهم الحياة من حولي

د – الحب ، و صلتي بالآخرين

السادس : أكثر ما أتمنى وجوده لكي أعيش في عالمي المثالي هو :

أ – انتهاء الخوف ، و الصراعات مع الآخرين

ب – انتهاء المشاعر السلبية ، و المقيدة ، و القلق

ج – اكتشاف و تحقيق هدفي في الحياة

د – أن أحيا بشكل أفضل

السابع : أريد المزيد من :

أ – النظام ، و التركيز ، و الانضباط ، و النتائج

ب – الإبداع ، و الفهم ، و الحكمة

ج – الثقة ، و الشجاعة ، و الأمل ، و المودة

د – المثالية ، و التوفيق ، و الصلة الروحية

الثامن : أكثر ما أرغب أن أفعله هو :

أ – أن أفتح قلبي

ب – أن أحقق النجاح في الحياة

ج – أن أعيش على طبيعتي

د – أن أستغل ذكائي بشكل أكبر

و بعد ؟

يفترض أن مراجعتك للإجابات تعطيك فهما أفضل لنفسك ، و لمحور التطوير الذي تحتاج أن تطرقه ، و على العموم ضع إجاباتك في التعليق ، و سوف أقوم بالرد عليها مشيرا إلى المحور الأمثل لك ، من خلال إجاباتك .

هل تعتقد أن هذا الاختبار مفيد ؟ إذا كنت تظنه كذلك فسيسعدني أن تخبر كل من يهمك أمرهم أن يجربوه هم أيضا !

* أعتذر لطول الموضوع .

تحديث : الرجاء الإجابة عن التصويت الموجود في الجانب الأيسر العلوي "ما هو المحور الذي تنوي أن تطور نفسك من خلاله في الفترة القادمة ؟"

01 نوفمبر 2008

نقطة الضعف

نقطة الضعف هل تعرف ما هي نقطة ضعفك ؟

و لكن ما هي نقطة الضعف أصلا ؟

أحيانا أسمع من يقول متواضعا فيما يشبه الغرور : أكبر نقطة ضعف لدي أنني لا أستطيع الكذب – آه و الله !

و أحيانا أخرى أجد من يقول : أنا أعرف نقطة ضعفي ، و لذلك لا يمكنني مقاومتها ، و هي ...

و بدون تسطيح أو تعقيد للموضوع الذي أجهد الكثيرين - فالكثير من الكتب حمل نفس الاسم بداية من فرويد ، و حتى أدهم صبري - فلدينا جميعا نقاط ضعف متعددة و حقيقية ، نعرف بعضها تمام المعرفة ، و نجهل بعضها الآخر ، و لكننا غالبا لا نعرف كيف نتعامل معها .

الفتنة

في اعتقادي أن مفهوم نقطة الضعف يمكن ترجمته ببساطة لفتنة لا يستطيع الإنسان مقاومتها ، فتتحول هذه الفتنة و ضعف الإنسان أمامها إلى نقطة يصعب عليه فيها السيطرة على نفسه ، رغم علمه بالصواب و الخطأ .

و يختلف الناس في نقاط الضعف الموجودة لدى كل منهم ، كما يختلفوا في الفتن التي تعرض عليهم ، و المعافى من عافاه الله من الفتن التي توافق نقاط ضعفه .

و أنت وحدك تستطيع أن تعرف على وجه اليقين أي الفتن أشد تأثيرا على نفسك ، و أنواع الفتن عديدة منها :

  • فتنة النفس و الاغترار بها ، و التضحية في سبيلها بما عداها
  • فتنة الشهوات تعرض صباحا و مساء ، سرا و علانية على الجميع ، من النظرة و الكلمة إلى ما بعدها
  • فتنة الراحة و الكسل ، تسهل على الإنسان التقصير و التخاذل و التباطؤ
  • فتنة السلطان و المنصب ، يبيع الناس أنفسهم و بلادهم من أجلها
  • فتنة الغربة التي يحس بها الصالح عندما يحيا وسط المفاسد ، فتعذبه و تدفعه للفساد
  • فتنة تعرض الصالح للإيذاء بسبب صلاحه ، فتكون نقمته في صلاحه
  • فتنة رؤية الباطل ينتفش ، و تصفق له الجماهير ، و تقبل عليه الدنيا ، فتختل بوصلة الصواب و الخطأ
  • فتنة الإحساس بالعجز تجاه المظلومين و المحرومين ، تخنق الحياة بلا موت
  • فتنة المال بإغراءاتها و ألوانها من حرمان و بخل و سرقة و ربا و تطفيف
  • فتنة الإعجاب بالرأي ، و حب تملق الناس ، و الخوف من انتقاداتهم

و أكتفي بعشرة أمثلة ، فكم فضيلة من عشرة تعطي لنفسك لو تعرضت لكل هذه الفتن ؟ و كم فضيلة منهم لديك و لم تختبر ؟

كيف تتعامل مع نقطة ضعفك ؟

1- تجنب الفتن التي تعلم أنك تضعف أمامها ، فلا تتبع خطوات الشيطان ، و لا تكن ممن يقال لهم "و لكنكم فتنتم أنفسكم"

2- اطلب من الله أن يعافيك من هذه الفتنة ، و أن يعينك عليها إذا تعرضت لها ، و ألا يجعلها نقطة ضعف لديك ، اطلب منه حتى لو كنت بعيدا عنه

3- صاحب من ليست به هذه نقطة الضعف ، فالصفات تنتقل بالمعاشرة

4- أحسن إلى الناس ، و افعل الخير ، و أنصف الضعفاء و المظلومين ، تصبح من جند الحق ، و وليا لله

5- حذر من حولك من هذه الفتنة ، و انصحهم بالتصدي لها ، فهذا يقوي ضعفك تجاهها

6- اصبر

ضعف الآخرين

فضيلة لم تختبر أعود لموضوع فضيلة لم تختبر (أرجو الرجوع إليه لمن لم يقرأه) ، و أقول لاحتمال أن يكون من ينتقد غيره صاحب فضيلة حقيقية ، و لا تمثل نقطة ضعف لديه ، أقول له فضائلك و نقاط قوتك قد تكون نقاط ضعف لدى الآخرين ، و لكن هذا لا يثبت فضلك عليهم !

يجب أن تتذكر أن لديك أيضا نقاط ضعف لم تعالجها بعد ، و أن لديك أيضا فضائل لم تختبرها ، و قد تكون هذه نقاط قوة لا تعلمها لدى من تنتقدهم ، فتكون قد توهمت الفضل بسبب قصور في رؤيتك .

ينبغي ألا نرى الأخطاء ونقاط الضعف في الآخرين ، بينما نغض الطرف عنها لدينا ، و إنما الاعتراف بالخطأ فضيلة ، و التسامح مع الآخرين و إعانتهم على معالجة أخطائهم فضيلة أكبر ، و هي فضيلة كثيرا ما تختبر .

 

* اللوحة للفنان محمد حجي

25 أكتوبر 2008

فضيلة لم تختبر

رؤية نسبية

فضيلة لم تختبر يعجز الإنسان أحيانا عن فهم مواقف الآخرين ، لا يستطيع أن يستسيغ أفعالهم أو أقوالهم ، و الأصعب أن يتقبل أخطاءهم ، أو أن يتحمل ضعفهم أو عجزهم ، و مرد ذلك كله إلى اعتقاده الزائف بأنه إنسان فاضل ، و أن أخطاءه هي زلات لها مبرراتها ، بينما لا يرى مبررات لأخطاء الآخرين .

تحمل هذه الرؤية وعيا كاملا بأسباب و مبرات الأخطاء الذاتية ، مع اقتناع بالمنطلقات الشخصية ، و بالتالي بناء صورة إيجابية عن النفس .

و في ذات الوقت تتناقض هذه الرؤية مع الآخرين ، لأنها تلاحظ عيوبهم و أخطاءهم ، مع الجهل بأسبابها و مبرراتها ، بالإضافة للاختلاف الطبيعي في المنطلقات ، مما يعني بناء صورة أقرب إلى السلبية عن الآخرين .

و لكن الحقيقة التي يجب أن يعيها كل إنسان أنه ليس أفضل من غيره !

الحقيقة أن هذه الرؤية متبادلة بين عموم الناس ، مما يعني أن كل منا لديه نواقصه و عيوبه ، و كل ما هنالك أن "تشكيلة" العيوب تختلف من شخص لآخر .

فضيلة

فضيلة لم تختبر 2 كثيرا ما تسمع أحد الناس ينتقد شخصا آخر ، و يجتهد في سرد الوقائع و الأدلة التي تؤيد نقده ، و قد يتحول هذا النقد إلى خطبة حول الفضيلة التي ينتقد نقصها لدى الشخص الآخر ، ثم يختتم خطبته بجمل مثل : "أنا لا أتخيل كيف يفعل هذا" ، "هل هؤلاء بلا دين؟" ، "من المستحيل أن أفعل أنا مثل هذا" ، "ألا يعرف عاقبة ما يفعله؟" ، الخ .

عندما تستمع لهذا الحديث قد تجد أن مفرداته صحيحة تماما ، أي أن الفضيلة هامة فعلا ، و أن الشخص الآخر قد فعل ما يمسها حقا ، و لكن يبقى السؤال عن المتحدث نفسه ، و هذا يحتمل عدة أوجه :

  • لن أناقش احتمال أن يكون المتحدث ممن يقولون ما لا يفعلون ، و يفعل نفس ما ينتقده ، فهذا الصنف من الناس موجود ، و لكن مصيبته أعظم من كل ما ذكر ، و لن أتحدث عنه لأن مشكلته واضحة .
  • الاحتمال التالي أن يكون المتحدث صاحب خبرة ، و عرضت عليه الفتنة التي يتحدث عنها من قبل ، و لكنه واجهها و نجح في اختباره معها حقا ، و عندها يكون حديثه نابع عن تجربة ، و لديه هذه الفضيلة فعلا .
  • الاحتمال الأخير أن يكون المتحدث عديم الخبرة بما قد يسبب ما ينتقده ، و بالتالي فهو صاحب فضيلة ، و لكنها فضيلة لم تختبر !

مشكلة النوع الأخير أنه لا يدري على وجه اليقين ماذا سيكون موقفه هو شخصيا إذا تعرض لنفس الفتنة ، و هل سيثبت على فضيلته أم لا ، فنجد من يتغنى بفضيلة العفة و لم يتعرض لمحنة يوسف عليه السلام ، و نجد من يتغنى بفضيلة الأمانة و لم يستأمن بأمانات محمد عليه الصلاة و السلام ، و نجد من يتغنى بفضيلة حب الوطن و لم يشفع حبه بتضحية واحدة .

و أنت أيضا لديك فضائل لم تختبر ، فهل تفعل ذلك أحيانا ؟ و بماذا تشعر عندما تجد من يفعل ذلك معك ؟

هناك شيء آخر يجب ملاحظته ، و هو أن لكل إنسان نقاط ضعف مختلفة عن الآخرين ، فهل تعرف كل نقاط ضعفك ؟ و هل تعرف كيف تتعامل معها ؟ سيكون هذا محور المقالة القادمة إن شاء الله .

* ملاحظة : الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر واجب على كل مسلم ، حتى و لو كان عاصيا ، و هو أمر يختلف عما ذكر في المقالة .

* اللوحة للفنان محمد حجي

18 أكتوبر 2008

وجوه

وجوه كنت في تلك المناسبة حيث ينبغي أن أقابل ممثلي شركة أتعامل معها في عملي ، كنت أفكر في حسابات الربح و الخسارة ، و كيفية الاستفادة من هذا اللقاء ، أخذت أرتب في ذهني قبل اللقاء الأسلوب الأمثل للتفاوض و الحصول على ما أريد .

رسمت على وجهي التعبير المناسب و أنا أقابل كل شخص ، كانت هناك عبارات محددة قد أعددتها سلفا ، كان اللقاء ناجحا ، و رحل الجميع و قد توصلوا إلى ما يرضيهم .

...

وجوه2 في الطريق إلى المنزل كان علي أن أبحث عن دواء ، كان مرتفع السعر ، و لكنه لم يكن متوفرا ، و لم يكن هناك بديل من الحصول عليه بالنسبة لي .

كنت أفكر في الحلول المختلفة ، أجريت بعض الاتصالات لتدبير هذا الأمر ، بدت المهمة صعبة ، و أحسست بالحيرة ، لم يكن في مقدوري أن أمارس نفاذ الصبر ، و لم أتوصل لحل إلا بتوفيق من الله .

...

وجوه3 كان صوتها ملهوفا ، و كنت في عجلة من أمري ، و لكن إصرارها دفعني لتغيير خطتي ، اضطررت لتأجيل الميعاد التالي ، و حاولت قدر المستطاع أن أساعدها .

أحسست برضا عن نفسي عندما أتممت ما طلبت ، رغم أنني تأخرت عن ميعادي المؤجل ، فقررت أن أؤجل الميعاد ليوم آخر ، ففي النهاية هو ميعاد يمكن تأجيله .

...

وجوه4 كانت المشكلة دراسية ، و لم أكن أتابع الموقف من أول العام الدراسي ، اكتشفت أن حل المشكلة يتطلب وقتا طويلا ، اجتهدت في أن أصل إلى أساس المشكلة لأحلها ، و وجدت أنها مثل الكثير من المشاكل ، ستتطلب المزيد من البحث و المجهود .

أرقتني هذه المشكلة ليلا ، فلست واثقا بقدرتي على حلها ، و يجب علي أن أستعين بشخص آخر للتوصل لنتيجة ترضيني .

...

وجوه5 في اتصال بصديقي وجدته يطلب مشورتي ، لم أكن ملما بتفاصيل الموقف الذي يستشيرني فيه ، و لكن بدا لي أن أسئلتي له دلته بشكل ما إلى أشياء لم يكن قد انتبه إليها و هو غارق في مشاكله .

قطع صديقي الاتصال قبل أن نصل إلى نهاية المناقشة ، فقد رأى أنه صار يعرف الذي عليه أن يفعله .

...

وقفت لأصلي و ذهني مشوش ، اجتهدت للتركيز و دفع الخواطر التي تتزاحم على عقلي ، حاولت أن أتفرغ لمناجاة ربي ، كنت أحاول أن أنسى من أنا لأفرغ من همومي .

بعد الصلاة وجدت نفسي في دهشة ، شيء مدهش أن أتسأل عن الهوية ، شيء صعب أن أسأل نفسي : من أكون ؟

أدوار

يلعب الإنسان أدوارا مختلفة في حياته ، و يبدل دوره و موقعه على مسرح الحياة بسرعة ، بنفس سرعة تبدل الديكورات من حوله ، فإذا بجمهور مختلف من حوله ، و إذا بإنسان مختلف بداخله .

فهناك الدور الذي تلعبه باقتدار ، و تحس معه بالسيطرة على مقدرات الأمور ، و هناك الدور الذي تشعر فيه بالألفة و المودة و لا تهتم بمن حولك من جمهور ، و هناك الدور الذي تتضاءل فيه ، و تبحث فيه عمن يأخذ بيدك ، و هناك الدور الذي تتمنى أن تلعبه و لا تستطيع !

و لكن يبقى السؤال حول الهوية ، هل أنا هو الأب و الزوج ، أم أنني الابن و الأخ ، أم أنني الصديق و الزميل ، أم أنني الموظف المسئول ، أم أنني إنسان غريب لا يدري من يتعامل معه من يكون ؟ أم أنني مجرد عبد لله ، و بقية التفاصيل من اسم و سن و بلد و وظيفة لا تهم ؟

أحيانا يخيّل إلي أننا نبدل وجوها لنلعب بها أدوارنا في الحياة ، و يفوتنا أن نعرف ما وراء الوجوه ، و أن نرى الحكمة من الأدوار !

* اللوحة للفنان محمد حجي

11 أكتوبر 2008

حقائق يجب أن تعرفها - الآن

حقائق يجب أن تعرفها قد لا نستطيع أن نهرب من حقيقة وضعنا الحالي ، أو أن نغير ما حدث لنا بالفعل ، و لكننا قطعا مسئولين عما نريد أن نصبح عليه ، و إلى أين نريد أن نذهب .
إن معرفة "الحقائق" التالية ، و تطبيقها في الحياة ، سيجنبك الكثير من الصدمات ، و سيعينك على أن تغير نفسك إلى الأفضل ، و ذلك بغض النظر عن ظروفك الحالية ، و عما حدث في ماضيك ، و عن سنك ، و عن وضعك الاجتماعي أو الاقتصادي ، فأنت في النهاية الذي تبني الحياة التي ستحياها .
1- لو اختلفت الخريطة عن الحقيقة ، فالخريطة تحتاج للتغيير
في طفولتنا تكون الخريطة الذهنية لدينا خالية ، ثم يقوم الأهل و البيئة المحيطة بتكوين و ملء هذه الخريطة ، و ذلك بإرشادنا لما هو "صواب" و لما هو "خطأ" . و لكن إذا اكتشفنا عند الرشد أن الخرائط التي اعتمدنا عليها قد تكون سببا للضياع أو الفشل ، فإننا نحتاج إلى تصحيح هذه الخرائط بناء على ما اكتشفنا من حقائق ، و بناء على أهدافنا في الحياة .
2- نحن ما نفعله
من الخطأ أن تحكم على نفسك من خلال ما تفكر فيه ، أو ما تشعر به ، أو ما تتحدث عنه ، و لكن العبرة بما تفعله ، فالأفعال هي المقياس . إذا كنت غير راضٍ عن شيء ما في حياتك ، فكر بجدية فيما تفعله لتصلحه .
3- المشاعر تتبع الأفعال
إن السيطرة على أفكارنا و مشاعرنا المجردة أمر في غاية الصعوبة ، و لكننا في نفس الوقت نعرف الأشياء التي إذا فعلناها أحسسنا بالسعادة ، أو الثقة ، أو الفخر ، الخ . إذن فعمل الأشياء التي تسبب المشاعر الإيجابية يأتي أولا . راقب نفسك ، و لاحظ كيف تشعر إزاء ما تفعله ، ثم حافظ على تصرفاتك أو عدلها بحيث تسبب لك حالة نفسية أفضل .
4- من توكل على الله فهو حسبه
عندما تفعل كل ما في وسعك ، و تفوض أمرك إلى الله ، تحصل على نتائج أفضل مما توقعت . فبذل جميع الأسباب ، و تعلق القلب برب الأسباب ، يأتي بنتائج لا تتناسب مع الأسباب .
5- أهم أسئلة التغيير هما "لماذا؟" ، و "لم لا؟"
أول خطوة للتغيير هي معرفة سبب ما نفعله الآن ، أي "لماذا نفعل ...؟" ، و لن يبدأ التغيير حتى نعرف إجابة هذا السؤال ، و التي ستحمل دوافعنا و أهدافنا . و بالمثل عندما نتساءل عن شكل التغيير ، أي "لم لا نفعل ...؟" ، سنبدأ في تحليل حسابات الربح و الخسارة ، و التي ستقود إلى التغيير الأمثل .
6- نحن نسجن أنفسنا
حقائق يجب أن تعرفها 1كثيرا ما يمنعنا من التغيير خوفنا منه ، أو اعتقادنا أننا لن نستطيع تحقيق ما نريد ، أو أننا لا نستحق ما نتمنى . إن هذا الخوف ، هذا السجن ، هو ما يمنعنا من أن نحقق ما نريد . في الحقيقة إنك لن تستطيع تحقيق ما لا يمكنك تخيله ، و لذلك فإن تخيل ما تريده ، ثم العمل على تحقيقه هو أساس التحرر من سجنك .
7- السعادة في المخاطرة
أحيانا و بالرغم من الألم و التعاسة التي نحياها نفضل ما نعرفه على ما لا نعرفه (اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش) ، حتى لو كانت حياة محطمة بالكامل ، و هذه المأساة قد تبدو لنا آمنة و مقبولة لأنها كانت جزءا منا لزمن طويل جدا . و تحقيق السعادة في هذه الحالة لا يكون إلا بالتغيير ، و هنا تكمن المخاطرة ، لأننا لا نعرف ما الذي سيحدث عندما نتغير ، و لا حل لهذه المعضلة سوى الأمل ، و الإيمان .
8- الاختلاف لا يعني الخطأ
في طفولتنا كان هناك من يملي علينا الواجب فعله ، و في أعمالنا هناك من يسند لنا واجباتنا ، و يرسم لنا المجتمع خطوطا حمراء يجب أن نلتزم بها ، و لكن لا بأس من الاختلاف عن الجموع حتى نحقق شيئا ما مختلفا ، لا يعني هذا بالضرورة فعل الخطأ ، و لكنه قد يعني أنك تعرف ما تريد ، و أنك تحاول أن تجد طريقة أفضل لتحقيقه .
9- لا يوجد شيء عديم الفائدة و شائع مثل تكرار نفس الأشياء و انتظار نتائج مختلفة
10- لا سبيل للهرب من الحقيقة
أحيانا لا نسمح لأنفسنا بمواجهة بعض الحقائق ، خجلا ، أو إحساسا بالذنب ، أو تكبرا . و لكن تذكر أنك لن تستطيع علاج ما لا تعترف به .
11- نحن نخاف مما لا يستحق
من العجيب أن يقضي الإنسان شطر عمره يخشى الفقر مثلا أو الفشل في العمل ، رغم أن احتمالات و مخاطر انهيار أسرته أعظم و لا يعوض . إن النظر بعين الاعتبار لكل النعم التي تحظى بها ، و التحرك وفقا لأولوياتك يجعلك تركز على ما هو أهم ، و يحميك من سيطرة وهم الخوف عليك .
12- الفردوس لم يفقد بعد
قد ننظر أحيانا إلى الماضي بحنين ، أو حتى بتقديس ، رغم أن الماضي ربما لم يحمل لنا أكثر مما يحمل الحاضر ، و لكن هذا الشعور مألوف حقا . و الحقيقة أننا لن نستطيع أبدا أن نقارن بين الماضي و الحاضر بحيادية . و خطورة هذا الحنين إلى الماضي أنه قد يمنعنا من الحياة في الحاضر ، هنا و الآن .
13- نحن نحتاج حرية الاختيار
برغم ما قد يبدو عليه الوضع أحيانا من صعوبة تدعو لليأس ، فإننا نملك دائما اختيارات . حتى مع غياب الإجابات و الاتجاهات ، فإن لدينا القدرة على اختيار خطوتنا التالية ، إن بإمكاننا أن ندعو الله ، و بإمكاننا أن نطلب العون من الآخرين ، و بإمكاننا أن نتحرك و نسعى و نجرب أن نحفر في الصخر . إن القدرة على الاختيار تعطينا قوة ، و علينا أن نستغل هذه القوة في إزالة العوائق من طريقنا . إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

و الآن هل تعرف ما الذي تريده في هذه الحياة ؟ هل تعرف كيف تحصل عليه ؟ هل تملك القدرة على أن تفعل هذا ؟ احتفظ بهذه القائمة من الحقائق ، و ارجع لها دائما ، و ثق في قدرتك على النجاح ، و لا تسمح لأي شخص أو ظرف أن يحرمك من تحقيق أهدافك في الحياة .

* تعلمت هذه "الحقائق" من قراءات سابقة ، و من الحياة
* اللوحة للفنان محمد حجي

تحديث : أصداء حقائق يجب أن تعرفها الآن اعرف و اعترف في مدونة آه منك يا دنيا

03 أكتوبر 2008

دليل رحايا العمر

حملت نتائج التصويت عن معنى "رحايا العمر" رسالة بضرورة توضيح المعنى المقصود من عنوان المدونة ، فقد قمت بوضع هذا التصويت لمدة عشرة أيام ، و كانت نتائج التصويت تقول أن 32% فقط من المشاركين يعرفون المعنى على وجه اليقين ، بينما كانت الأغلبية (54%) تتصور المعنى "إلى حد ما" .

رحايا العمر

رحايا العمر أقصد برحايا العمر كل ما نواجهه و نتعرض له في خلال رحلة عمرنا من تجارب و خبرات تشكل شخصياتنا ، و تصقلنا ، و تخلق منا شخصيات جديدة ، هذه التجارب و الخبرات قد تكون سعيدة أو مريرة ، و لكنها في كل الحالات تغيرنا ، و هذا التغيير ليس بالأمر السهل ، إذ أنه يتطلب وعيا ذاتيا ، حتى يكون التغيير في الاتجاه الصحيح .

إن رحلة عمر الإنسان في هذه الدنيا تمثل عملية تشكيل مستمرة له ، و الفائز في النهاية هو من استطاع أن يعيش هذه الرحلة بحضور كامل ، فيخلق من نفسه كيانا أفضل و أرقى ، و استطاع أن ينجز شيئا ما من خلال رحلته ، فلا يكون كما مهملا ، و لا يكون معول هدم .

و مدونة رحايا العمر هي رحلة اكتشاف للذات ، و الآخرين ، و الحياة .

موضوعات رحايا العمر

تندرج مقالات رحايا العمر تحت تسميات أساسية تمثل تصنيفا لهذه المقالات ، و تجد قائمة بهذه التسميات في نهاية كل مقالة ، و يمكنك أن تجد كل المقالات التي تحمل نفس التسمية بالضغط على اسم التسمية التي تريدها .

و بشكل عام تندرج مقالات رحايا العمر تحت الخطوط الرئيسية التالية :

1 - رحايا العمر

المقالات التي تتناول "الرحايا" التي تمس كل الناس بالضرورة ، على سبيل المثال : حنين للوطن ، سر التميز ، الصدمة ، وهم الشباب ، وعكة .

اضغط على التسمية التالية لترى كل مقالاتها : رحايا العمر .

2- التنمية البشرية

المقالات التي تحمل أفكارا و أساليب عملية لتطوير و تنمية الشخصية ، و أسلوب التعامل مع "الرحايا" التي نواجهها ، على سبيل المثال : التوازن المفقود ، مين المسئول ؟ ، كيف تعترف بأخطائك ؟ ، هل تعرف نوع ذكائك ؟ ، 9 مهارات تحتاجها لتنجح – تقريبا في أي شيء ، 9 طرق لتغيير حياتك ، حقائق يجب أن تعرفها - الآن ، وجوه ، اعرف نفسك – في 8 أسئلة ، الحساب الختامي .

اضغط على أي من التسميات التالية لترى كل مقالاتها : الأهداف ، الأولويات ، الرؤية ، تنمية بشرية .

3- المجتمع و الإصلاح

المقالات التي تتناول "رحايا" المجتمع ، و التعامل معها ، على سبيل المثال : ظاهرة المسحراتي ، البحث العربي : محاولة للفهم ، معجزة ، قانون الجنون ، الخيط الأخير ، على الهامش ، رأي الناس ، هل أنت مستعد ؟ ، سنوات في لحظات ، فضيلة لم تختبر ، نقطة الضعف ، البؤجة الشتوية ، قلة أدب .

اضغط على أي من التسميات التالية لترى كل مقالاتها : أخلاق ، إصلاح ، الأمة ، التغيير ، مجتمع ، مصر .

4- الجانب الروحي

المقالات التي تركز على الجانب الروحي و الديني في تفسير "الرحايا" ، و أسلوب التعامل معها ، على سبيل المثال : سعادة الدنيا ، عبور الحياة ، خطيئتي الأولى ، صلوات مسروقة ، مادة الحلم ، تراويح .

اضغط على التسمية التالية لترى كل مقالاتها : الآخرة .

5- رحايا شخصية

المقالات التي تعتمد على مواقف أو أحداث شخصية ، و لكنها نماذج لها صدى في حياة كل إنسان ، على سبيل المثال : تناكة ، حوار بين طفل ساذج و قط مثقف ، الحب في الله ، مدونات مصرية للقلب ، حسن نية ، فوانيس الحياة ، واجب الأسرار ، البدايات و النهايات ، الدروس المستفادة من قصة حياتي ، اتبعني من فضلك ، أشياء صغيرة .

اضغط على أي من التسميات التالية لترى كل مقالاتها : أصدقاء ، أطفال ، الكتابة ، شعر ، قصة ، كتب .

س / ج

كيف أجد الموضوع الذي أبحث عنه ؟

الدليل - البحث أسهل طريقة هي استخدام "البحث" الموجود في الجانب الأيمن من أي صفحة في رحايا العمر ، حاول استخدام كلمات بحث مختلفة لتحصل على نتائج جديدة متعلقة بالموضوع الذي تبحث عنه .

يمكنك أيضا أن تستخدم "التسميات" الموجودة فوق "البحث" : اضغط على أي تسمية لترى جميع المقالات المتعلقة بها .

لا أستطيع زيارة رحايا العمر بشكل متكرر ، كيف يمكنني أن أعرف بوجود مقالات جديدة ؟

الدليل - RSS يمكنك الحصول على مقالات رحايا العمر الجديدة لتصلك أولا بأول ، و ذلك عن طريق :

1- أي قارئ خلاصات RSS مثل جوجل ريدر ، باستخدام خلاصة رحايا العمر ، و الموجود أيضا في الجانب الأيمن أعلى الصفحة (ما هو RSS ؟) .

2- استقبال المقالات على بريدك الإلكتروني (email) ، بإدخال عنوانك في المربع الأبيض في الجانب الأيمن أعلى الصفحة ، ثم ضغط "إرسال" ، ثم إدخال الحروف التي ستظهر لتأكيد الاشتراك .

الدليل - التعليق كما يمكنك في صفحة التعليق اختيار "إرسال تعليقات المتابعة بالبريد" عند التعليق لتصلك الردود على بريدك الإلكتروني .

كيف أجد مقالات أخرى مشابهة أو متعلقة بمقالة أعجبتني ؟

الدليل - اقرأ أيضا افتح صفحة المقالة (بالضغط على عنوانها) لتظهر لك قبل التعليقات قائمة تسمى "اقرأ أيضا" ، هذه القائمة تعرض أسماء بعض المقالات المصنفة تحت نفس تسميات المقالة الحالية ، و هي بالتالي تتناول موضوعات تتعلق بموضوع المقالة الحالية .

ما فائدة زر (Bookmark) الذي يظهر أسفل المقالة ؟

الدليل - Bookmark يمكن استخدام هذا الزر للاحتفاظ بعنوان أي مقالة تعجبك كمفضلة ، أو لمشاركة أصدقائك بها بسهولة عن طريق أي خدمة تتيح هذا مثل الفيس بوك ، ياهو ، جوجل ، تويتر ، تكنوراتي ، الخ .

الدليل - من أفضل التعليقاتما هي قائمة أفضل التعليقات ؟ و هل يمكن أن أجد تعليقي بها ؟

هذه القائمة الموجودة في الجانب الأيسر أعلى الصفحة يوجد بها نماذج محدودة لبعض تعليقات رحايا العمر المميزة ، و يتم تحديثها مع كل مقالة جديدة ، و يمكن أن تجد تعليقك على أحد المقالات السابقة في هذه القائمة . يمكنك مراجعة التعليقات الموجودة بالفعل في القائمة الآن .

ما معنى "هذه مدونة نظيفة" ؟ و ما هو البحث عن مدونات نظيفة ؟

المدونة النظيفة هي التي لا تحتوي على شتائم أو كلمات خارجة ، و قد تم عمل الشعار بالاتفاق بين مجموعة من المدونين لتشجيع و تمييز المدونات النظيفة ، و تم عمل قائمة بالمدونات النظيفة ، و يمكن البحث عن أي شيء بحيث تظهر نتائج من المدونات النظيفة فقط .

و يمكن لأي مدون يلتزم بعدم استخدام شتائم أو بذاءات في مدونته أن يضيف الشعار إلى مدونته ، و أن تتم إضافته لمجموعة المدونات النظيفة ، و لمعرفة المزيد من التفاصيل يمكن زيارة الموضوعين التاليين : من أجل مدونات نظيفة ، من أجل مدونات نظيفة 4 .

هل يمكنني أن أنقل أو أقتبس بعض محتويات رحايا العمر ؟

جميع محتويات المدونة محفوظة و محمية بموجب قوانين حقوق النشر و الملكية الفكرية ، لا يجوز نسخ هذه المحتويات أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها في عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل بدون الحصول على إذن مسبق .

على أنني أرحب دائما بالتفاعل مع مقالات رحايا العمر في مواقع الإنترنت و المدونات مع الإشارة إلى عنوان المدونة الأصلية .

من أنت ؟ و هل يمكنني الاتصال بك ؟

يمكنك أن تجد معلومات عني في صفحة التعريف (البروفايل) ، و يوجد بها أيضا وسائل الاتصال .

أسئلة و اقتراحات ؟

هل لديك أسئلة غير المذكورة هنا ؟ تفضل بطرحها ، و سوف أضيفها للموضوع مع إجاباتها إذا اقتضت الحاجة .

هل لديك اقتراحات ؟ أرجو أن تضع أي اقتراحات تتعلق بالمدونة في تعليقك ، سواء كان هذا الاقتراح يخص الموضوعات (تريد أن تراها / تجدها مكررة / الخ) ، أو اللوحات (كبيرة / غير مناسبة / غير مفهومة) ، أو سرعة المدونة (بطيئة / عادية) ، شكل الصفحة (معقدة / بسيطة / لا تظهر بشكل صحيح) ، الألوان (مناسبة / غير مناسبة) ، الخط (كبير / مناسب / غير مقروء) ، الخ .

و في النهاية أرجو أن تكون المدونة ممتعة و مفيدة للجميع .

* سوف أقوم بتحديث الموضوع بشكل دائم إن شاء الله للرجوع إليه كدليل لرحايا العمر .

20 سبتمبر 2008

تراويح

تراويح 1

فيما بين الركعات ، و بينما كنا نستعد للدخول في الصلاة التالية ، و في انتظار الإمام ركزت بصري في موضع السجود ، استجلابا للخشوع ..

في هذا الوضع لم ألاحظ إلا صفوف المصلين من حولي ، الصف الموجود أمامي مباشرة ، و ما أمامه من صفوف ، و الصف الذي أقف فيه .

في هذه اللحظة ارتفعت بعيني خيالي لأنظر إلى صفوف ممتدة بامتداد البصر ، لم تعد صفوف الصلاة من حولي محددة بحدود المسجد ، لقد تخيلت أن صفوف مسجدي امتدت لتلتصق بصفوف مسجد مجاور ، ثم تمازجت الصفوف بين جميع مساجد المنطقة ، تماما كما تتمازج أصوات الآذان بين المؤذنين ، لا يعرف هذا الإحساس إلا من يعيش في مدينة بها آلاف المآذن كالقاهرة .

التصقت قدميّ و أكتافي بمن حولي بالصف ، أشعر بوحدة مع من يصلون من حولي ، لم يعد كل منا فرد ، و إنما نحن جماعة ، نتجه كلنا اتجاه واحد ، و لهدف واحد .

كنت أفكر أن هذه الصلاة يشترك فيها معنا أهل بلدي جميعا ، أرى الصفوف الآن تتشابك بين جميع أحياء مدينتي ، و المدن الأخرى من حولها ، الجميع يغرق في صلاة واحدة ، و الصفوف تمتد بعيدا ، أبعد من أن يحتويها بصري .

يستوي الصف بعدما تحرك كل منا حركة طفيفة ، كل منا تخلى عن موقعه الأصلي في سبيل صف واحد ، لم تكلفنا هذه التسوية سوى أن يلين كل منا في يد أخيه ، هناك من لا يدرك هذا المعنى ، و لكن المسئولية مشتركة بيننا جميعا .

كانت الصفوف الآن تمتد لتشمل جميع الأقطار المسلمة ، و لتشمل أيضا أقليات منعزلة ، تحاول أن تنتظم معنا في نفس الصلاة رغم بعدها ، و كانت بعض الصفوف خلف جدران عازلة ، بعضها يصطف تحت الدبابات ، و بعضها يدوي من حولها صوت القذائف .

حصلت بعض الصفوف على تصريح من قوات احتلال أجنبية على الدخول في الصلاة ، و فرضت صفوف أخرى نفسها بالرغم من أنف حاكمي بلادها .

كانت صفوف المسجد الأقصى في القلب من الصلاة ، و حنت القلوب لصفوف مسجد الرسول ، و كان الصف الأول في أشرف مكان في المسجد الحرام .

تراويح 2 عندما فكرت في اختلاف الأعمار و اللغات و الأحوال و الأفكار بين جيراني في صلاتي ، تذكرت الموعد السنوي الذي يوحدنا كل عام ، بدأت أرى من حولي وجوه اعتدت أن أراها في صلاتي و افتقدتها هذا العام ، رأيت في صلاتي أصدقاء غابوا من المكان ، و لكنهم يصلون في مكان آخر ، و رأيت أصدقاء غابوا عن الدنيا ، و لم ينقطع عملهم فيها .

رأيت أبي الذي رحل عن دنيانا منذ سنين طوال ، و رأيت أبيه الذي لا أذكر تفاصيل حوار بيني و بينه ، بل رأيت إخوة لي سبقوني في الإيمان لم أعاصرهم ، دعوا لي في صلاتهم هذه ، و أدعو لهم أنا أيضا في صلاتي ، رأيت الغزالي و ابن رشد متجاوران في الصف رغم خلافهما ، و رأيت أئمة ، و أولياء ، و تابعين .

رأيت بعيني خيالي الصفوف الأولى في الزمان ، في مسجد صغير مغطى بسعف النخيل ، و مفروش بالحصباء ، تزدهر بالصحابة ممن يحمل التاريخ لكل منهم موضعا خاصا ، و لا إمام لهذه الجماعة إلا واحد فقط ، إمامنا جميعا صلى الله عليه و سلم .

توحدت في الجماعة ، ذبت فيها ، لم أعد أشعر بفرديتي و خصوصيتي ، أصبحت لونا صغيرا في لوحة عملاقة ، لوحة هي الأمة .

أفقت على صوت الإمام يدخل في الصلاة ، اعتدلت في وقفتي و أنا أتمتم "إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون" .

الله أكبر

* اللوحة للفنان محمد حجي

تحديث : أصداء تراويح ما أحلى الجماعة في مدونة اه منك يا دنيا

13 سبتمبر 2008

مادة الحلم

مادة الحلم

التليفزيون

أنا من الجيل الذي ولد أمام شاشة التليفزيون ، اعتدنا وجود هذا الجهاز كجزء من حياتنا يدخل في نسيج الطقوس اليومية ، في فترة الطفولة كانت هناك أشياء تفقد طعمها ، بل تفقد معناها إذا غاب التليفزيون ، أما الآن – و رغم اكتساب التليفزيون أبعاد جديدة من خلال التنوع الهائل في قنوات البث و المواد المذاعة – فقد التليفزيون نفسه معناه بالنسبة لي .

في فترة تكون الوعي الأوَلي في طفولتي ، في تلك الفترة التي أحسست فيها كأني كنت أحلم ، و بدأت أتيقظ لما حولي ، في تلك الفترة كنت أندهش من التليفزيون ، و رغم اعتياده أظن أن كل الصغار اندهشوا بشكل أو بآخر لما يروه داخله ، و بالنسبة لي كنت أحاول أن أعرف كيف يحدث ما أراه أمامي داخل التليفزيون ، و لم ترضيني كل التفسيرات التي سمعتها ، بالنسبة لي كانت المعضلة الرئيسية هي المادة التي تتكون منها الصورة داخل هذا الصندوق .

كنت أريد أن ألمس الصور التي أراها خلف زجاج التليفزيون ، بدت لي هذه الطريقة الوحيدة للتيقن من كنه و ماهية ما أراه ، و كان التحدي في الوصول إلى ما وراء الزجاج .

كنت أختلس النظر من خلال الفتحات في ظهر الجهاز ، و أحاول أن أبحث عن أي فتحة تسمح بدخول يدي لألمس تلك المادة الحلم ، و باءت كل محاولاتي بالفشل ، حتى تلك اللحظات النادرة التي كنت أرى فيها التليفزيون مفتوحا لإصلاحه لم تكن ترو غليلي .

لم يبق من هذا الفضول سوى عادة أن أربت على زجاج التليفزيون أثناء مروري بجانبه لعلي أجد فتحة تقودني إلى الداخل !

الحلم

ما فاق فضولي بجهاز التليفزيون في طفولتي ، كان فضولي تجاه الأحلام التي أراها و أنا نائم ، تلك الأحلام التي أعيش فيها و أتخيل أنها حياتي الحقيقية ، ثم أصحو لأكتشف أنها أحلام .

ما هي الأحلام ؟ سؤال لم أجد له إجابة عند الكبار . و كيف نذهب إلى تلك الأماكن التي نراها في الحلم ؟ و كيف نرى أشياء لم نعرفها من قبل ؟ و كيف يكون الحلم بهذه الدقة ، و الجمال أحيانا أو الرعب أحيانا أخرى ؟

أسئلة عديدة لم أجد لها أجوبة ، حتى عندما كبرت قرأت عنها نظريات ظنية ، و لا علم يقيني حولها أبدا ، و من أكبر الأسئلة التي أرقت طفولتي كانت عن حدود الحلم : كيف أعرف أنني أحلم ؟ و كيف أتأكد أنني الآن في الحقيقة ، و ليس الحلم ؟ و ما الفرق بينهما ؟ ثم تعود دورة الأسئلة من بدايتها .

عندما كنت أصحو و أنا أحس بحلاوة في فمي ، أو أتلمس بيدي شيئا ما مازلت أحس بملمسه من الحلم ، أو أسترجع نداء مازال صداه يتردد في أذني ، في تلك اللحظات بين الحلم و اليقظة كنت أحاول أن ألمس و أكتشف مادة الحلم نفسها .

الحياة

مادة الحلم 2 و أنا في المرحلة بين الطفولة و الشباب حدث أن سمعت الشيخ في المسجد يقول الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا .

أيقظت هذه الكلمات فضولي القديم في اكتشاف الفارق بين الحلم و الحقيقة ، و حاولت أن أفهم المعنى المقصود ، و عرفت أن هذه الكلمات تنسب لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، و أخذت أتساءل أسئلة كثيرة ..

ترى هل الحياة من حولنا حقيقة ، أم أن ما نراه حولنا من مظاهر هي من صنع مادة الحلم أيضا ؟ العلم يقول أن الألوان التي نراها لا وجود لها إلا من خلال ترجمة المخ لأطوال موجية مختلفة كالشفرة ، و أن الطعم و الرائحة ما هي إلا شفرات كيميائية بالمثل ، و كذلك كل ما نرى و نسمع و نلمس ليس إلا ترجمة حواسنا المحدودة لواقع مختلف تماما .

من ناحية أخرى تختلف حياة المشاعر عن كل مظاهر الحياة المادية ، فيمكن أن تمر بنفس الأماكن و الأشخاص و تراهم و تفهمهم بشكل مختلف تماما كلما اختلفت حالتك النفسية ، فما الحقيقة ؟

و ماذا عن الروح ؟ إننا نؤمن بالغيب كله و لا نراه ، و نعلم أن الحياة كما نعرفها فصل واحد من رواية طويلة تتعدد فصولا ، و من مات لا يعود ليخبرنا بما رأى من فصول جديدة ، و لا نرى لمحات منها إلا من خلال إيماننا بالغيب .

إذا ما هي الحقيقة ؟ هل يأتي اليوم الذي أنتبه فيه و أكتشف أن كل ما عشته و كل ما فعلته كان حلما ؟ ترى أين مكاني الحقيقي ؟ ما هو مصيري ؟ هل أحسنت الاختيار أم أسأته ؟

قرأت آلاف الكتب لأعرف الحقيقة بشكل يقيني ، و كأنني طفل يختلس النظر لما وراء زجاج التليفزيون ، و خذلتني مكتبتي ، فلا أجد ملجأ لي سوى الإيمان ، و أتذكر "لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" .

...

أربت على زجاج التليفزيون أثناء مروري بجانبه كالعادة ، أبتسم و أنا أفكر أن هذا التليفزيون – مثل كل شيء آخر أعرفه – صنع من مادة الحلم .

 

* شكر خاص للفنان محمد الشناوي على لوحة مادة الحلم .

06 سبتمبر 2008

اتبعني من فضلك

اتبعني من فضلك كنت شابا في مقتبل حياتي العملية ، و كان شيخا يقترب من سن المعاش ، و كان قد تقاعد من عمله بالفعل .

كنت أبحث عن مكاني في الحياة ، و كانت لدي آمال عريضة ، و لم أكن أدري ما الذي ينتظرني ، و لكنني كنت على استعداد لعمل المستحيل من أجل تحقيق أحلامي ، و في المقابل كان هو قد خبر الحياة ، و فهم آلياتها ، و بينما كنت أنا أجرب لأتعلم ، كان هو يعرف ما الذي يجب عمله و كيف و متى .

لم تكن هناك أي عوامل مشتركة بيننا عندما التقينا سوى الجيرة ، و بالرغم من ذلك تولدت علاقة جميلة استمرت سنوات ، و كانت تحمل بالإضافة للحب من ناحيتي الاحترام و التقدير الفائق ، في مقابل أبوة و عطف و توجيه من ناحيته .

و العجيب أنه كان يتعامل مع الكثير جدا من الناس ، و يحتفظ مع كل منهم بعلاقات متميزة و خاصة جدا ، و لهذا كان أقرب إلى شخصية عامة ، و مع ذلك كان تعامله الشخصي مع كل من معارفه يجعله شخصا مميزا و أثيرا لدى كل منهم .

...

اتبعني ذات يوم بينما كنت أستعد بأقصى سرعتي للذهاب لعملي ، و كان لدي من المشاكل ما يجعل ذهني مشغولا للغاية ، سمعت ضوضاء غير مفهومة ، و لاحظت حركة غير عادية في المنطقة المجاورة لمنزلي ، و إذا بميكروفون المسجد المجاور يعلن أن صلاة الجنازة ستصلى على صديقي الكبير .

لا أستطيع أن أصف مشاعري حينئذ ، غير أنني و فيما يشبه الذهول أخرت مواعيد عملي ، و أسرعت لحضور صلاة الجنازة ، و فاضت صلاتي بمشاعر الفقد ، و الرغبة في تحميل دعائي رسائل أخيرة إلى الفقيد نفسه ، و لكن حسن ظني بالفقيد جعلني أتيقن من رحمة الله التي تغمره الآن ، و تحول حزني إلى تسليم تام بقضاء الله ، و دعاء باللقاء في مستقر رحمة الله تعالى .

انصرفت إلى عملي بعد صلاة الجنازة و أنا مشوش الذهن ، و كانت الصورة التي لا تفارقني عدد الحضور في صلاة الجنازة ، كيف تجمع كل هؤلاء في غير موعد صلاة أثناء النهار ؟

...

من فضلك بعد مرور سنوات على حدوث هذا الموقف ، و منذ يومين فقط و في أثناء حديثي مع صديق عزيز لدي ، علمت أنه و صديق آخر كانوا قد حضروا صلاة الجنازة أيضا ، و بعد انقضاء صلاة الجنازة عرف الناس أن مكان الدفن بعيد جدا ، قد تمتد رحلة الذهاب فقط إلى خمسة ساعات ، مما يعني أن إتباع الجنازة و العودة يعني انقضاء اليوم كله ، مع المشقة في هذا .

جاء أحد الصديقين يبحث عن الآخر ، و دار بينهما هذا الحوار القصير :

- حاتعمل إيه ؟

- مش عارف ، المسافة محتاجة تفكير ..

- بس الميت مش محتاج تفكير .

- صح ، يالا بينا .

و هكذا حسم الأمر سريعا ، و فازا بقيراط آخر من الحسنات ، و مر اليوم كغيره من الأيام .

و بعدما سمعت هذه القصة تساءلت في نفسي ، ترى هل كان أي من الصديقين سيتبع الجنازة لو لم يدر هذا الحديث القصير ؟ ترى هل كنت سأتبعها لو كان هذا الصديق قد سألني أنا ؟

لست أدري على وجه اليقين ، و لكن الأكيد أنني أتمنى لو كنت تبعتها ، و أتمنى أن أكون عونا على الخير ، و أن أجد دائما على الخير أعوانا .

 

* اللوحة للفنان محمد حجي