29 يوليو 2008

رأي الناس

رأي الناس

علمني من فضلك

تعلمت منذ زمن طويل ألا أتغاضى عن كلمة سمعتها و لم أفهم معناها ، اعتدت أن أدون ملاحظة بها ثم أبحث عن معناها عندما تتاح لي الفرصة ، و كان هذا الأسلوب يضمن لي أن أتعلم كل يوم شيئا جديدا ، فما أكثر الحوارات و الاجتماعات التي أحضرها و أسمع فيها شيئا ما لم أكن أعرفه من قبل .

منذ وقت ليس بالطويل كنت أحضر أحد الاجتماعات عندما وجدت صديقي يرفع يده في أثناء النقاش و يسأل أسخف سؤال ممكن ، توزعت على وجوه الحاضرين نظرات بين استنكار و استخفاف ، بينما اكتفيت أنا بنظرة استفهام لأنني أعلم تماما براعة صديقي و سعة اطلاعه ، و ابتسم هو و قال ببراءة :

Its better to be dumb for a few minutes than to be dumb forever

فهمنا ما يقصده ، فالسؤال مهما بدا ساذجا أو سخيفا في هذا التوقيت إلا أنه سيتلقى إجابة ، و لن يكون على صديقي أن يطرح السؤال مرة أخرى ، أو أن ينتظر حتى يبحث عن إجابة لسؤاله بنفسه .

وجدت أن أسلوب صديقي يعتمد على طرح التساؤل في لحظة اكتشاف الحاجة للسؤال ، و تحمل رد فعل الآخرين ، بينما كنت أنتظر أنا ، و أتحمل تأخر الإجابة حتى تتسنى لي معرفتها . كانت مزايا أسلوب صديقي أنه يتعلم ما يجهله في الحال ، و يستفيد من معرفته هذه فورا ، و كانت مزايا أسلوبي أنني لا أعرض نفسي لرد فعل أكرهه ، و أنني أستطيع أن أعرف ما أريد بالقدر الذي أحتاجه ، و بدأت أفكر في أنسب المواقف لاستخدام أيا من الأسلوبين .

قررت أن أجرب أسلوب صديقي في السؤال عما أجهله فورا ، و حاولت فعلا ، و لكنني وجدته أسلوبا صعبا ! و اكتشفت أنني لا أحب هذا الأسلوب لأنني أخاف من رأي الناس ، و رغم أنني لم أكن أعاني من مشكلة في الاعتراف بأخطائي ، إلا أنني وجدتني أتأثر برأي الناس بشدة .

رأي الناس

كنت أعلم أن رأي الناس يعتمد في الأساس على مظهري ، و أسلوب كلامي ، ثم بمحتوى ما أقول ، و أخيرا بأفعالي ، و من العجيب أنك تجد الشخص المنمق صاحب المجاملات و الكلام الجميل هو الشخص صاحب الشعبية الأعلى ، بل و قد يفوز بثقة العديدين ، و يحب الكثيرون عادة أن يرضوه لأنهم يحبون أن يسمعوا منه حلو الكلام .

فهمت فيما بعد أن رأي الناس يتكون بسرعة من خلال المظاهر و الانطباعات ، ثم يتغير هذا الرأي و يتبلور مع الوقت و زيادة المعرفة ، و من خلال المواقف و ليس الكلام . و يسهل أن ترى من الناس من يطفو سريعا على السطح بسبب مواهبه الاجتماعية ، و لكن لا تلبث أن تتضح المواقف و أصحابها ، و يتميز أهل الثقة .

و اليوم مازلت أرى أن الانطباع الأول هام ، و أن رأي الناس السطحي مؤثر ، و لكنه ليس الأساس ، و أن الأفضل أن أكون نفسي ، و خير لي أن أبني ثقة من حولي خطوة بخطوة .

إن نظرة مدققة لمجتمعنا تظهر اهتماما مبالغا فيه لرأي الناس ، و بالتالي اهتمام بالمظهريات و القشور على حساب الحقيقة و المضمون ، و لعل كثير من آفات مجتمعنا و مشاكله تتعلق برأي الناس .

...

و حتى اليوم مازلت أحاول أن أمزج بين أسلوبي التعلم للحصول على أفضل نتيجة . و لكن ماذا عنك أنت يا صديقي ؟ هل سبقتني في هذا المجال ، أم أنك مازلت تتحسس خطواتك مراعاة لرأي الناس ؟

* اللوحة للفنان محمد حجي

...

تحديث : أشكر جميع الأصدقاء الأعزاء على تعليقاتهم ، و أظن أن هذه التعليقات تضم اضافات للموضوع لا حصر لها ، و أنصح كل من اهتم بموضوع المقالة أن يتابع التعليقات أيضا .

تحديث : أصداء رأي الناس صديقتي و النت في مدونة يوميات أم البنين

23 يوليو 2008

الصدمة

الصدمة

هل تذكر أول صدمة تعرضت لها في حياتك ؟ ربما كان ذلك منذ عهد بعيد جدا ، فهل تستطيع أن تتذكرها حقا ؟

هل كانت صدمة أنك لست الملاك البريء الذي كنت تظنه ؟ هل هي صدمة أن أباك ليس أقوى و أشرف رجل في العالم ؟ هل هي صدمة أن أمك ليست أجمل امرأة في العالم ؟ هل هي صدمة أنك لست الطفل المدلل المحبوب من الجميع ؟ هل هي صدمة أنك قابل للكسر مع أول يد أو ساق وضعت في الجبس ؟ هل هي صدمة أن هناك من لا يبتلع دعاباتك ؟ هل هي صدمة أنك إنسان عادي مثل مليارات من البشر ؟

لعلها كانت صدمة التعرض للموت ، و اكتشاف أن حياتنا كما نعرفها ليست إلا فصلا في رواية تتعدد فصولا ، أو لعلها صدمة الخوف من العالم القاسي الشرير من حولك ، و أنت بريء و طاهر ، أو هي صدمة الحزن العميق الذي وجدت أنك تعانيه وحيدا ، و لا يمكن حتى لأقرب الناس أن يدفعه عنك .

هل هي صدمة الحب الأول ، حينما عزفت لك الحياة سيمفونية عظيمة ، ثم اكتشفت أن من حولك لا يسمعون إلا نشازا ؟

هل كانت صدمة أول صفعة زلزلت كيانك ، وقتما أحسست بالعجز أو بالظلم أو بالحرمان ؟ أم كانت صدمة المواجهة ، عندما وقفت وحيدا تحاول الدفاع عن نفسك ، فوجدت أنك لا تملك ورقة توت تستر بها نفسك ؟

هل هي صدمة معرفة حقائق مخجلة ، ترفض حتى اليوم البوح بها لأقرب الناس ، و قد تهرب حتى من مواجهة نفسك بها ؟

كيف كانت صدمتك عندما علمت أن أمجاد بلادك ما هي إلا تاريخ ، و قد يكون بعضها أساطير ، و أننا نعيش واقعا سيئا حقا ؟

النضج

إن هذه الصدمات بما فيها الصدمة الأولى تخلع الإنسان من نفسه ، تحوله إلى شخص آخر ، و سلامتك النفسية تتوقف على مدى تقبلك لهذه الصدمات ، و على أسلوبك في مواجهتها ، و كيف تنمي نفسك حتى لا تتحول كل تجربة تمر بك إلى صدمة .

إن هذا هو ما يسمونه النضج ، أن تكتوي بنار التجربة ، فتتغير أفكارك و قناعاتك ، بل و تتغير أنت ذاتك .

يستمر تعرض الإنسان إلى الصدمات خلال سنين عمره ، و ذلك إذا ظلت نفسه محور اهتمامه ، فلا يفكر في الناس و لا يرى الكون من حوله سوى أفلاك تدور حول نفسه . يشبه ذلك إحساس الطفل أن باقي العالم من أناس لا يعرفهم يلعبون دور الكومبارس ، فقط ليجدهم هو يمرون في خلفية مشاهد حياته ، تمت الإشارة إلى هذا الاعتقاد بشكل درامي و موحي في فيلم ترومان شو .

و لذلك قد نرى شخصين يتعرضان لنفس المشكلة ، و نجد أحدهما يتعامل معها بشكل إيجابي أو على الأقل عملي ، بينما يتأثر الآخر بها بشدة ، بل و يهتز نفسيا ، و سبب ذلك هو اختلاف تقدير عظم المشكلة و حجمها لدى كل منهما ، ذلك أن الأول يعلم أنه إنسان مثل بقية الناس يتعرض لما سبق أن رآهم يتعرضون له ، و يعلم أن المصائب برغم قسوتها الشديدة أحيانا تصيب الناس جميعا ، أما الثاني و قد أهمته نفسه يجزع و يضطرب لأنه يرى مشكلته تسد الأفق ، و تخنق الحياة ذاتها ، بسبب اعتقاده السابق أن المشاكل تحدث للآخرين فقط .

الخروج من دائرة الحزن

يجب أن يسارع الإنسان بإزالة الحزن و الهم الناتج عن الصدمة بمجرد انتباهه لهذا الإحساس ، لأنه إذا تمكن من القلب ، دب إليه اليأس و أصاب النفس الشعور بصغر الشأن ، فيفقد الإنسان ثقته بنفسه (و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) – آل عمران 139

و أول إجراء يتخذ لطرد هذا الإحساس هو ذكر الله و خاصة التسبيح بحمد الله كما ورد في القرآن أكثر من مرة ، فالتسبيح يهون من مرارة الصبر ، لأن التسبيح يعني تنزيه الله تعالى عن كل نقص ، فهو القادر على حماية الإنسان من موجات الحزن إن لجأ إليه ، و الحمد فيه تذكير بنعم الله الكثيرة ، و هذا من شأنه أن يهون على الإنسان إحساسه بفقد أي شيء إذا ذكر آلاف النعم التي تحيط به ، وفيه أيضا ألا يتعلق بغير الله ، فالناس لا يملكون لبعضهم البعض شيئا ، فإن لهم حدودا لا يتجاوزونها .

الإجراء الثاني هو الصلاة و خاصة السجود ، و توصيات القرآن و السنة معروفة للجميع في هذا الشأن ، و أبسط ما يقال أن السجود يمثل خلوة و مناجاة تستريح فيها القلوب ، و تلقي أثقالها ، و تستمد قوتها ، و تستشعر ما أعد لها ربها ، فتستصغر ما لاقت و ما تلاقي من أشواك الطريق ، و لا ينتهي في الصلاة كلام .

يتبقى بعد ذلك العمل ، أي أن يشتبك الإنسان مع الحياة يواجهها ، و يصلح من شأن نفسه و من حوله فيها ، فالانشغال يلهي القلب عن الاسترسال في الهموم ، أما الفراغ فيهيئ النفس للهم الناتج عن حصار ملفات الماضي و أوهام المستقبل .

أعود إلى بداية المقال و أسألك ، هل مازلت تجتر صدمات الماضي ؟ و هل أنت مستعد لتجاوز ما تحمله لك الحياة من تحديات مقبلة ؟

...

* شكر خاص جدا لصديقي د/علاء على أفكاره و دعمه لي بلا حدود

* اللوحة للفنان محمد حجي – شكر خاص للفنان على موافقته لنشر لوحاته في رحايا العمر

...

تحديث : أصداء الصدمة ولتبصر مغمض العينين في مدونة جنى الجنتين دان

20 يوليو 2008

هل تعرف نوع ذكاءك ؟

هل تعرف نوع ذكاءك منذ نحو 25 عاما فقط ظهرت نظرية جديدة عن الذكاء ، هذه النظرية توضح أن الذكاء ليس بالبساطة التي يمثلها اختبار معامل الذكاء التقليدي ، و هي توضح أيضا أن كل إنسان لديه جوانب من الموهبة و التميز ، و عليه لم يعد الناس يصنفون إلى أذكياء و أغبياء .

في الماضي كان المعتقد أن الذكاء هو عامل واحد في الإنسان ، و أنه متوارث ، أما اليوم يعتقد الكثير من العلماء أن الذكاء ينقسم إلى أنواع مختلفة ، و أن هذه الأنواع مستقلة عن بعضها البعض تماما ، و كل نوع من أنواع الذكاء تكون له جوانب قوة و عوامل محددة له مستقلة أيضا عن باقي أنواع الذكاء .

تم تقسيم الذكاء إلى ثمانية أنواع (و البعض يضيف أنواعا أكثر) ، مسئول عن كل منها مراكز معينة في المخ ، و كل إنسان في العالم يكون متميزا في نوع واحد أو في عدة أنواع من الذكاء ، و من عجائب قدرة الله أنه حتى المعاقين ذهنيا قد يتميزوا في أنواع معينة من الذكاء .

الذكاء اللغوي و اللفظي : يتعلق بمهارة استخدام الكلمات ، فيجيد صاحب هذا الذكاء الكتابة ، و القراءة ، و التحدث ، و هي مهارات أساسية لدى الكتاب ، و الشعراء ، و المحامون ، و كل الأعمال التي تتطلب خطابة و تحدث إلى مجموعات من الناس .

الذكاء المنطقي و الرياضي : يتعلق بمهارة حل المسائل الحسابية و المنطقية ، فيجيد أصحابه حل الألغاز ، و معرفة كيفية عمل الأشياء ، و فهم الاكتشافات الجديدة ، كما أنهم عادة يتعلمون استخدام الكمبيوتر بسهولة .

الذكاء الفراغي (المكاني) : يتعلق بالتعامل مع الصور و الأشكال ، فيتذوق صاحبه الفنون التشكيلية و التصوير ، و يحب الرسم ، و يلاحظ التفاصيل الدقيقة ، و يجيد التعامل مع الخرائط و الاتجاهات الجغرافية .

الذكاء الجسدي و الحركي : يتعلق بالمهارات الحركية و الرياضية ، فيجيد أصحابه استخدام أيديهم في تركيب الأشياء ، و يجيدون التسلق ، و لديهم اتزان في الحركة ، و عادة يستطيعون ممارسة رياضات مختلفة .

الذكاء الموسيقي : يتعلق بالموسيقى و الألحان ، فيتذوق صاحبه الموسيقى ، و يتذكر الأغاني القديمة ، و يميز النغمات المختلفة ، و يميز بين أصوات و أساليب قراء القرآن الكريم ، و قد يجيد العزف على الآلات الموسيقية .

الذكاء الاجتماعي : يتعلق بالتعامل مع الناس ، فيكون صاحبه مستمع جيد ، يقرأ ملامح الناس ، يستطيع أن يقدر الناس بشكل صحيح ، يستمتع بالحوار ، يحس بمشاعر من حوله ، و هي مهارات مفيدة للمعلمين ، و رجال المبيعات ، و الدعاة ، و القادة السياسيين .

الذكاء الشخصي (الداخلي) : يتعلق بالقدرة على التحليل ، فيستطيع صاحبه أن يفكر كثيرا و بعمق ، و يكون على دراية بمواطن القوة و الضعف في نفسه ، عادة ما يسجل ملاحظاته ، و يفكر في الحياة بعمق .

الذكاء البيئي : يتعلق بفهم الطبيعة من حوله ، فيستمتع بالمناطق الطبيعية كالصحاري و البحار ، و يقرأ حول الطبيعة ، و يهوى تصنيف و جمع الأشياء كأوراق الشجر و الصدف ، كما يحب دراسة النباتات و الأشجار المحيطة به .

و من عيوب التعليم التقليدي أنه يركز على أول نوعين فقط من الذكاء ، بينما يجب استغلال سنوات التعليم في خلق توازن بين تنمية هذه الأنواع من الذكاء ، و ذلك بزيادة جرعة الفنون ، و الأنشطة اليدوية و الرياضية ، و التدريب على التنمية الذاتية ، و أساليب الاتصال مع الآخرين ، و الإدارة ، و البحث ، و غيرها الكثير ، و غني عن الذكر أن نظامنا التعليمي لا ينمي حتى هذين النوعين الذين يهتم بهما !

و لكن ماذا عنك أنت ؟

هذه النظرية قد تكون معروفة للكثير من الناس ، حيث تم تناولها كثيرا في الفترة الأخيرة ، و لكن هل فكرت كيف تستفيد منها ؟ إن الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها .

الفكرة أنك متميز حتما ، و يجب أن تكتشف مواطن تميزك و تنميها ، و قد تتاح لك الفرصة لتختار عملك و هواياتك وفقا لها ، و حتى بافتراض أن هذا متأخر بالنسبة لسنك أو لوضعك – رغم أنني أشك في هذا – فالأمر مازال متاحا بالنسبة لأبنائك إذا كان لديك أبناء ، أو إذا كنت تعمل في مجال يتيح لك الاختلاط بالأطفال و التأثير فيهم .

إن المهمة الأصعب التي تواجه أمتنا هي بناء الإنسان ، و أية فرصة لتكملة هذا البناء و تجميله هي واجب على كل فرد منا .

إن لكل نوع من أنواع الذكاء المذكورة اختبارات يمكن أن يتحدد بها مستوى أي شخص فيها ، و توجد تدريبات و نشاطات لتنميتها ، و يمكن في حال اكتشاف شخص متفوق في نوع معين أن يتم توجيهه لمجالات عمل يتفوق فيها ، و يحبها .

للاستزادة حول هذا الموضوع

أفضل موقع وجدته بالعربية على الإنترنت يحتوي على كيفية التعرف على وجود كل نوع لدى طفلك ، و كيفية تنميته : صيف ذكي جدا

موقع ويكيبيديا للتعرف على النظرية و مراجعها

موقع آخر يشرح النظرية و به العديد من المراجع

اختبر ذكاءك الآن و تعرف على مستوى أنواع الذكاء لدى كل شعب في العالم

16 يوليو 2008

الدروس المستفادة من قصة حياتي

قصص

الدروس المستفادة مثل جميع الأطفال كنت أحب القصص و أنا صغير ، و خاصة القصص المصورة ، و كان وجود كتب جديدة يمثل لي متعة لا مثيل لها . كانت معظم القصص في ذلك الزمن تنتهي بقائمة أسئلة تختبر معرفة الطفل بتفاصيل القصة ، و عادة ما تحتوي هذه القائمة على السؤال الخالد التالي : ما هي الدروس المستفادة من القصة ؟

لم أكن أحب هذه الأسئلة ، فهي تعطيني الانطباع بأنني أمسك كتاب المدرسة للقراءة ، كما أنني لا أحتاج إلى كثير من الذكاء حتى أقرر أن الأمير اللطيف ابن الناس المكافح و الذي واجه التنين هو الطيب ، و أنني يجب أن أكون مثله ، أسمع كلام أمي ، و أغسل أسناني يوميا ، الخ . و حتى الآن لا أحب أن أقحم أسئلة لا لزوم لها في أي موضوع ، و أندهش من مقدرة الكثير من الناس على تناول الموضوع الواضح البسيط بالعديد من الأسئلة و الأجوبة التي لا تأتي من منطلق التحليل ، و إنما من قبيل تزجية الوقت أو "اللت و العجن" .

و بالرغم من هذا كنت أقرأ هذه الأسئلة و أجيب عليها ! و السبب في ذلك أنني كنت أحب الكتب جدا ، و كنت أقضي أوقات طويلة في القراءة ، مما يضطرني إلى إعادة قراءة كل الكتب المتاحة و المناسبة لسني ، و أظل أبحث عن أي شيء جديد أقرأه لدرجة أنني كنت أقرأ حتى الفهرس ، و أراجع أرقام الصفحات لأتأكد أن المطبعة لم تنس أحد الأرقام ، و أضع علامات على الغلاف الأخير على أسماء باقي كتب السلسلة الموجودة لدي ، و بالطبع كنت أقرأ الأسئلة و أجيب عليها أيضا .

و مع ذلك كنت أفرح عندما أفتح كتابا جديدا و لا أجد فيه قائمة الأسئلة إياها ، و كأنني تخلصت من عبء ثقيل .

قصة حياتي

قصة حياتي لم أكن أعلم وقتها أن قصة حياتي أيضا ستكون مليئة بآلاف المواقف التي تتطلب طرح أسئلة ، و لكن لن تكون هناك قائمة أسئلة مطبوعة ، هذه المواقف يمر بها الكثير إن لم يكن معظم الناس ، و لكن بعضها يستحق وقفة تأمل لاستخلاص الدروس المستفادة منها .

عادة لا تكون هذه الأسئلة سهلة و مباشرة ، بل قد تكون محيرة و مركبة ، تتناول الأحداث لتحللها ، و المواقف لتقيمها ، و الأشخاص لتصنفهم ، كل ذلك وفقا لمعتقداتي و خلفيتي الثقافية ، بل إنها قد تطرح احتمالات لا نهاية لها حول كل موقف من نوعية : ماذا لو ، ماذا لو لم ، لم لا يحدث كذا و كذا ، و غيرها الكثير .

و بقدر صعوبة هذه الأسئلة في بعض الأحيان تكمن أهميتها ، فبناء عليها قد أتخذ قرارا ، أو أغير موقفا ، أو أختار اتجاها ما ، و هذا كله يخلق مواقف جديدة تتطلب أسئلة جديدة .

و لكنني اكتشفت أن المطابع - للأسف - لا تنتج هذا النوع من الأسئلة ، و إنما علي أنا أن أبحث عنها بنفسي ، و في بعض الأحيان لا يكون الهدف الإجابة عليها ، و إنما يكفي أنني أستطيع طرحها .

الدروس المستفادة

ربما تسألني الآن : و ما هي الدروس المستفادة من قصة حياتك ؟ فأقول كثيرة ، و بالرغم من أن معظم هذه الدروس شخصية إلا أن بعضها قد يكون عاما ، و لعله يستحق الإشارة إليه بالفعل ، و لكنه قد يبدو بالنسبة لأي شخص غيري نصائح و مواعظ مباشرة ، و لن يكتسب نفس قيمته لدي ، قيمة التجربة . و أعتقد أن الأهم لكل شخص أن يستخلص الدروس المستفادة من قصة حياته هو .

و الآن ماذا عنك أنت ، هل وجدت الدروس المستفادة من قصة حياتك بعد ؟

10 يوليو 2008

البدايات و النهايات

البدايات و النهايات

تنتاب الإنسان حيرة حين يخرج عن المألوف من معتاد حياته اليومية ، و أقصى خروج عن المألوف هو مواجهة البدايات و النهايات . إكتشفت خلال الساعات القليلة الماضية مدى صعوبة مواجهة هذه الحيرة في نفس الوقت الذي أتعامل فيه مع تفاصيل الحياة "العادية" .

...

كان الأمس يوما غير عاديا بالنسبة لي ، كان علي أن أواجه إحدى البدايات .

موظفة الاستقبال : "الإسم و السن و العنوان و رقم التليفون" ، كانت هذه التفاصيل مرعبة بالنسبة لي ، و كأنني لا أحفظها منذ سنين ، أسمع الإجابة سريعة و كاملة ، أفكر في نفسي : "كيف لها القدرة على التماسك و فعل هذا ، بينما أتلعثم أنا ؟"

...

تختلط الدعوات بالأفكار بالعبرات بآيات القرأن ، و أكتفي بأن الله يعلم السر و أخفى ، هو أدرى بحالي مني ، و هو وحده يملك الإجابة ، سبحانه .

...

تفاصيل كثيرة ، لا أفهم الكثير منها ، أردد بعضها لاعتقادي أن هذا يفيد ذاكرتي ، أتحرك و أسأل و أجيب ، و يبقى عقلي معلق بأسئلة أساسية ، "إطمن كل حاجة كويسة" ، أشتبك في تفاصيل جديدة ، و تنهكني الأسئلة ، فلا تفيد عقلي التفاصيل .

...

تقول الممرضة : "معلش متخافش ، ده شيء عادي" ، أفكر أنه شيء عادي بالنسبة لها ، و ليس بالنسبة لي . في لحظات محيرة مثل تلك يبدو الطبيب و الممرضة و حتى رجل الأمن على باب المستشفى أشخاصا أسطوريين ، حكماء و يمتلكون الحقيقة ، إن ما يحدث ما هو إلا شيئا عاديا بالنسبة لهم ، إن بداية إنسان أو نهاية إنسان لهي أشياء تحدث آلاف المرات يوميا ، و لكن ليس بالنسبة لي . إنها لحظة تعري الحقيقة ، تجعلني أتساءل آلاف الأسئلة ، تعيد طرح أسئلة ظننت أنني امتلكت إجاباتها ، و لكن الحقيقة أنني اعتدت الحياة في ظلها بلا إجابة . تزيد حيرتي عندما أصر على أن أجد إجابة و أنا تحت ضغط الموقف .

...

أقول في اتصال هانفي : "هم كويسيين دلوقت الحمد لله" ، تصلني رسالة مربكة و أنا أنهي الإتصال ، فأقوم بعمل اتصال جديد لأتأكد من الخبر ، خبر موت غير متوقع هو ، و لكن منذ متى كانت أخبار الموت متوقعة ؟ يلح على ذهني سؤال مع رنين الهاتف : و لكن الموت هو الشيء الوحيد المتوقع ، فلماذا تطغى مشاعر الصدمة على الحزن أحيانا ؟ أسمع الإجابة على الهاتف : "حادثة عربية" ، أغلق الخط و أنا متحير ثانية : كيف تكون حوادث الطرق السبب الأول للوفيات في مصر و مع ذلك نصر على أنها "حادثة" ؟ إنها تبدو لي قتلا متعمدا يجب أن يحاكم المسئول عنه . من جديد أجد حيرة النهايات تختلط عندي بحيرة البدايات .

ما بين البدايات و النهايات أتعجب من قدرة هذا القلب على التقلب بين مشاعر الحزن و الفرح ، إن أحدى معجزات الله في خلق الإنسان أن جعل هذا القلب يتقلب في رهافة و سرعة لا يجاريه فيهما شيء ، فتجد عبرات الحزن تختلط بضحكات الفرح أحيانا .

...

تصلني رسالة صديقي : "بورك في الموهوب ، و شكرت الواهب ، و رزقت بره ، و بلغ أشده" .

ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، لقد ولد مصطفى إبني بالأمس و الحمد لله ، أسأل الله تعالى أن يبارك فيه ، و أن يجعله من الصالحين ، و أن يجعله قرة عين لي و لوالدته ، و أن ينفع به الإسلام و المسلمين ، و الحمد لله رب العالمين .

05 يوليو 2008

خطيئتي الأولى

خطيئتي الأولى

من أكثر شخصيات القرآن التي أحس بتشابه بيني و بينها شخصية أبونا آدم عليه السلام ، فلست معصوما من الخطأ لأشبه أحدا من الأنبياء المعصومين ، و لست حكيما كلقمان ، و لا مجاهدا عالما كذي القرنين . و أحاول أن أتمسك بنموذج آدم عندما أرى من حولي أشباه ابن نوح ، و أبو إبراهيم ، و زوجة لوط ، بل و أشباه فرعون و هامان و قارون . فمن تشبه أنت ؟

أما أوجه التشابه مع آدم فهي كثيرة ، فلقدت خلقت بريئا عديم الخبرات ، و لكنني وجدت بين يدي منهجا قويما ، و الحمد لله على نعمة الإسلام و القرآن ، و وجدت من نعم الله الكثير مما لا يقدره الإنسان إلا حين افتقاده ، و علمت أن لي عدوا هو الشيطان لم أره ، و لم أعرف كيف تبدو الوسوسة ، و لكنني صدقتها حين سمعتها رغم التحذيرات المسبقة ، و يا أسفا لقد أكلت من الشجرة تماما مثل آدم ، و من منا لم يفعل ؟

التجربة

جاءت الوسوسة كطرقات مستمرة على نقطة ضعف في كياني الذي ركبت فيه غرائز متنوعة ، فمثلما كانت وسوسة آدم تستغل غريزتي التملك و حب الخلود لديه في إغوائه ، فقد جاءت الوسوسة إلي بما يتوافق معي ، و أخذت تهون علي المعصية ، و تخفي عني عواقبها ، حتى انشغلت بها ، و انصرفت عن التعلق بأمر الله فنسيت .

كانت لحظة الأكل من الشجرة محيرة مربكة ، فللمرة الأولى أعصي ربي ، و رغم حلاوة الثمرة في فمي ، فقد امتلأ حلقي بغصة ، فالتجربة الحقيقية ليست كالحلاوة المشتهاة ، كان الأمر أشبه بالخدعة ، فلم تطفئ الشجرة ظمأي ، و إنما أشعلت النار في قلبي ، كانت المرة الأولى التي أرى فيها الجانب المظلم من نفسي ، أردت أن أعود نقيا كما كنت ، أردت أن أكذب نفسي ، أنا لست سيئا ، لا يمكن أن أكون ، الآن أرى نفسي و الحياة بشكل مختلف .

أخذت أجري و أهيم على وجهي ، أنا مخطئ يا ويلي ، أبتعد عن ربي في كل واد ، أختبئ من نفسي بين الأشياء ، و لكن الأشياء لا تخفيني عن نفسي ، و لا ينفع الابتعاد مع رب الأرض و السماء . أجرب كل طريقة ، أسلك كل درب ، أكره نفسي للحظات ، و لكنني أخاف عليها ، أجرب البدائل الواحد تلو الآخر ، فلا ينفعني شيء .

تدركني لحظة الحقيقة ، لحظة أن أذكره ، أتت هذه اللحظة عند قراءة آية من القرآن ، أو أتت عند سماع موعظة ، أو أتت عند رؤية إنسان يتعذب ، أو أتت عندما حملت عزيزا مات ، لا أذكر كيف أتت ، و لكنني في مواجهة نفسي عرفت الحقيقة ، و عرفت أنني لابد أن أرجع إليه ، يا رب لم أجر هربا منك ، و لكن جهلا و حياء منك .

تأتي لحظة التوبة كفيض غامر على أرض قاحلة ، تروي و تغسل ، تعيد الحياة و الأمل ، كيف يعيش الإنسان بلا توبة ؟

ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين .

الصراع

تاب الله على آدم و لكنه طرده من الجنة ، و لا ألوم على آدم خطيئته الأولى ، فلقد عشت تجربته ، و أكلت من الشجرة بعد المرة مرات ، و ذقت طعم شجر مختلف ، و كان درس آدم في التوبة هو طوق النجاة ، و كانت رحمة الله التي وسعت كل شيء هي السبب في عدم طردي ، و مازلت أطمع في العودة إلى موطن أبي القديم - الجنة .

أما إبليس فقد يئس من رحمة الله ، و لا أصعب من عدو يائس ، فأحاول أن أحذر من عدوي الذي يعمل على طردي كما طرد هو ، و إن غلبني في جولة ، فإنني أقوم و أستعد لأصارعه في بقية جولات حياتي بحول الله وحده .

03 يوليو 2008

على الهامش

كانت لحظة خاصة عشتها منذ نحو ثمانية أعوام ، تكشفت فيها حقائق عديدة ، اصطدمت بواقع مرير ، و لم تعد حياتي بعدها مثل حياتي قبلها ، و كلفتني لحظة الحقيقة تلك أن أغير من نفسي ، و ممن حولي أيضا ..

عشوائيات

حدثني صديقي عن العشوائيات في اسطبل عنتر و عزبة خير الله و بطن البقرة و غيرها من المناطق ، سمعت منه و من زميلة أخرى الكثير مما لم أصدق وجوده في قلب القاهرة و على بعد أمتار من طريقي اليومي من و إلى العمل ، و هكذا اتفقنا على اللقاء و استكشاف المنطقة سويا ، كان الهدف مساعدة الحالات الإنسانية الصعبة في المنطقة ، و التحقق من الحالة الاجتماعية و الاقتصادية هناك .

في الموعد المحدد قابلنا باحثة اجتماعية قامت بدور مرشدنا في أدغال المنطقة ، و انطلقنا بسيارة صديقي في متاهة شوارع و حارات تلد بعضها البعض ، يحسب الزائر لأول مرة كل منها نهاية المطاف ، و لا يتخيل أنه فيما بعد هذه الاستدارة أو تلك الزاوية بعد ، و مع تقدم سيرنا كنت أحس أننا نبتعد عن بلدي التي أعرفها ، إلى أن أصبحنا في بلد غريبة تماما ، و ذلك رغم أنني دخلت أحياء شعبية كثيرة في أنحاء القاهرة و الإسكندرية من قبل ، و لكن ما رأيته هذه المرة كان يختلف كثيرا .

كانت أول مفاجأة لي بعد توقف السيارة قول الباحثة : "كفاية كده ، حانكمل الباقي مشي" ، قلت لها : "باقي إيه ؟ هو لسه في بعد كده ؟" ، ضحكت من سذاجتي و قالت : "هو احنا لسه وصلنا ؟ ده المنطقة اللي احنا فيها دي كويسة جدا ! و بعدين العربية مش ممكن تطلع الجبل" ، ابتلعت صدمتي و تبعتها و رفاقي منتظرين رؤية مجموعة من الحالات المرشحة لتلقي مساعدة .

طبعا أول ملاحظة كانت أننا لم نعد في مصر كما قلت من قبل ، لا دولة هناك ، لا خدمات ، لا شيء يوحي أننا في امتداد جغرافي أو سياسي أو أمني لما يعرف بمصر . على مستوى الخدمات لا توجد مياه – لا للشرب و لا لغيره – و بالتالي أترك لك تخيل مستوى النظافة ، و رأيت هناك بيوت عديدة تضع "لمبة جاز" مثل تلك التي تظهر في الأفلام الأبيض و اسود ، و عليه لا توجد كهرباء كذلك في مناطق كثيرة ، أما أكثر ما كدر رحلتنا فهو الصرف ، و الذي يتم بطريقة بدائية يدوية لعدم وجود شبكة بالطبع ، إذن فهذه هي العشوائية ! هي ألا تجد أدنى أثر لتخطيط أو لخدمات تسمح بوجود حياة إنسانية .

1

هل حدثتك عن البيوت ؟ مجازا يسمي الناس عششهم بيوتا ، فغرفة لا تتجاوز 6 متر مربع بلا نوافذ تستخدم كبيت لأسرة كاملة تتكون من 7 أفراد أو أكثر ، بالإضافة إلى كل متاع الحياة الدنيا لديهم من سرير و عين بوتاجاز و دولاب أو نملية ، و لا تسألني عن المعجزة التي تبقيهم أحياء ، خاصة أن قضاء حاجتهم يستلزم استخدام حمام – مع التجاوز في استخدام الكلمة – مشترك مع عدة أسر ، و حاجتهم من المياه تتوفر عن طريق حمل صفائح مياه من أقرب مصدر ، لا تسألني من فضلك عن قدرتهم على توفير مياه بهذه الطريقة للشرب و الطبخ و الغسيل و التنظيف و الاستحمام ، طبعا لن يسرفوا في الماء على كل هذه البنود مجتمعة .

حالات

لأنني لن أستطيع أن أصف كل ما رأيته من أوجه الإعجاز في مجالات العمارة و النظام و النظافة و الحضارة ، أفضل أن أنتقل إلى الحالات التي ذهبنا لنراها ، و منها سيدة عجوز تجلس تحت سلم أحد البيوت ، عرفنا أن هذا المكان هو بيتها (حوالي 1,5 متر مربع) ، تبرع به أصحاب البيت (المستورين) للعجوز لأن ابنها تخلص منها من "البيت" القديم لزواجه .

حالة أخرى كانت لأرملة كفيفة تكفل أربعة بنات . كيف تكفلهم ، و كيف وصلوا إلى هذا السن ؟ الله أعلم ، و المثير أنها كانت تضحك ، و تصر على أن تحتفي بزيارتنا لها .

حالة أخرى كانت ثلاثة أخوات بنات صغار بلا عائل بعد وفاة أمهم و هروب أبوهم ، ما المساعدة التي يمكنك أن تقدمها هنا ؟ ما المساعدة التي لا يمكنك أن تقدمها ؟

و تنوعت الحالات بما فيها كتالوج كامل من الأمراض و الحوادث و الظروف السيئة ، مما دفعني إلى البحث عن نوعية أخرى من الخدمات تختلف عن البنية الأساسية ، أين التعليم ؟ إن هؤلاء جهال تماما ! أين الرعاية الصحية ؟ أين الوعي بأبسط مبادئ البقاء على قيد الحياة ؟ إن هؤلاء ليسوا كما مهملا في بلدنا ، ليسوا مجرد أناس يعيشون على الهامش ، إن وصفهم بالقنبلة الموقوتة يبدو مبتذلا جدا ، لقد انفجرت القنبلة بالفعل ، إن هؤلاء قيد يلتف حول عنق مصر ، و يهوي بها إلى القاع .

الهامش

و تبقى الأسئلة من هو المسئول عن هؤلاء و الكثيرين من أمثالهم في بلدنا ؟ من المسئول عن وضعهم الحالي ، و من المسئول عن إنقاذهم مما هم فيه ؟ و ما السبيل إلى إنقاذهم ، بل إنقاذنا ؟ إننا نعيش في مركب واحد ، و مصيرنا – شئنا أم أبينا – مشترك ، و لا يجوع فقير إلا بتخمة غني ، إن هؤلاء الذين يعيشون على الهامش بشر مثلنا و لهم نفس الحقوق ، فمن منا يعي ذلك ؟ و ماذا فعل كل منا ؟

إن الحقيقة الأكثر مرارة أن من يعيشون على الهامش ليسوا نسبة بسيطة أبدا (نحو 7 مليون في القاهرة وحدها) ، و الأدهى أنهم يزيدون باستمرار (حوالي 200 ألف سنويا) ، و ما يحيرني الآن هو حجم الهامش ، الذي أراه في مخيلتي يغزو المكان كله ، و لا يترك فرصة للحياة إلا على الهامش .

تحديث : ما الذي يمكنك عمله ؟

تحديث : أصداء على الهامش التناقض فى حياتنا في مدونة صعبان عليّ حالنا