15 نوفمبر 2008

وعكة

وعكة كان الوقت نهارا ، و حركة العالم على أشدها ، و كان هو في القلب من هذه الحركة ، لم يدع في هذا اليوم نشاطا إلا و قام به ، و بدا له كأنما امتلك مفاتح القوة .

بدأ الأمر بسيطا ، ثم اشتد ، أوحى لنفسه أن كل شيئا طبيعيا ، استكمل يومه بنفس الهمة ، و في لحظة واحدة تهاوى .

لقد مر بوعكة صحية ، جعلت من حوله يندهشون كيف لم يشعروا بها قبل حدوثها ، لم تكن هناك مقدمات ، و كان هو صاحب النصيب الأكبر من الدهشة .

مرت عليه لحظات من الألم ، شعر خلالها بالضعف و الحاجة إلى المساعدة ، بحث في ذهنه عن إحساسه السابق بالقوة ، أخذ يتساءل عن أسبابه ، و لكنه لم يجد أيا من هذه الأسباب ، ما كانت القوة إلا مظاهرا و غرورا .

في أثناء تعبه مرت بذهنه خاطرة غريبة : "ترى هل أموت؟" ، لم يكن الأمر يستوجب ، و قال لنفسه : "لا أعتقد أن النهاية ستبدو كذلك" ، و لكنه في الواقع لا يدري كيف ستبدو النهاية ، و خطر له شيء آخر : "عندما تأتي لحظة الموت ، أتمنى ألا أمر بنفس هذا الإحساس من التعب و الألم" ، و لكنه كان يعلم في قرارة نفسه أن لحظة الموت ستكون أشد وطئا .

أحس أن المرض أشبه بالوقوع في البحر من على سفينة ، يناضل في البحر من أجل الحياة – مجرد الحياة ، يناوشه الغرق ، و ينهكه الصراع ، و عندما تمتد له يد المساعدة ، فتنتشله قوارب النجاة ، أو يصل إلى بر الأمان ، يحس وقتها أنه فاز و نجا من الكرب العظيم .

ترى إن أقبلت ساعة النهاية ، هل سيكون عليه أن يفكر في هذه الأشياء ؟ أم أنه سينشغل بأمور أخرى ؟

...

وعكة 1 "ليس هناك داع للقلق" ، قالها الطبيب ، و معها إرشادات العلاج ، إلا أنه مطالب بالتوقف ، و التقاط الأنفاس ، تساءل بقلق : "و لكن هذا يعني البقاء في الفراش!" ، و لم يكن لدى الطبيب استعداد للتفاوض في هذا الشأن .

...

أحيانا يفتقد الإنسان التوازن فيندفع في بعض جوانب حياته ، و يهمل جوانب أخرى ، فيسبب ذلك الاندفاع اختلالا في الحياة كلها يفقده الاتزان ، و يسلبه الاختيار .

و رغم ذلك يكرر الإنسان هذا ، و ينسى أن لديه في النهاية قدرات محدودة ، و عليه أن يسير في حياته وفقا لأولوياته ، و عليه أن يسعى ما وسعه السعي ، و ليس عليه إدراك النجاح في كل نواحي الحياة ، و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

قد يركن البعض منا إلى الراحة و الدعة ، فيخسرون كل هدف في الحياة ، و البعض الآخر منا قد يستنفذ طاقته و حياته في الجري وراء الأهداف ، و قد يحترف بعضنا الشكوى و البكاء و الحيرة ، و لا يفلح حقا إلا من استطاع أن يحدد أولوياته ، و أهم أهدافه ، و سعى لها سعيها ، و علم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .

...

عندما احتدم الموج من حولي ، و وجدت الماء يسد الطريق بيني و بين الحياة ، نسيت قوارب النجاة ، و يئست من ملامسة قدمي لأرض ، و ابتل قلبي بحزن عميق بعمق البحر ، وجدت اسمك يجري على شفتي ، و لهج لساني بذكرك ، و تذكرت بحارا كثيرة سقطت فيها ، و أنقذتني منها بقوتك و فضلك – بحار مرض ، و بحار فشل ، و بحار حيرة ، و بحار يأس ، و بحار خوف ، و بحار وحدة ، و بحار ألم ، و بحار ضعف ، و بحار ملل ، و بحار غباء ، و غيرها الكثير .

يا رب نجني ، و كن ناصري و معيني ، برحمتك استغيث ، أصلح لي شأني كله ، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين .

...

بعد انتهاء الوعكة ، و عودة الأمور إلى طبيعتها ، ظل يذكر ما مر به ، و ما عرف من الحق ، و ناجى ربه من جديد :

يا رب قد تجف قدميّ ، و تسرع خطواتي ، و رغم الأرض الصلبة من تحتي ، إلا أنني أعلم أنها ما هي إلا جزيرة وسط البحار المتلاطمة ، و أن اليم ينتظرني ، و ألا مهرب لي منك سواك .

* اللوحة للفنان محمد حجي

* تحديث : إقرأ باب فى نهاية النفق لأحمد عبد العدل ، و وعكة جنة

هناك 41 تعليقًا:

د. إيمان مكاوي يقول...

يا رب قد تجف قدميّ ، و تسرع خطواتي ، و رغم الأرض الصلبة من تحتي ، إلا أنني أعلم أنها ما هي إلا جزيرة وسط البحار المتلاطمة ، و أن اليم ينتظرني ، و ألا مهرب لي منك سواك .

هذا هو خلاصة الموضوع ..لا مهرب لنا من الموت إلا لقاء الله عز وجل ..لذا وجب علينا العمل لهذا اللقاء
وقد أستشعر كلمات المقال أكثر لأنني تعرضت لتجربة كنت فيها قريبة من الموت ..ساعتها أحسست أن العمل قليل والذنب كبير ..
لابد أن نستشعر ذلك في كل وقت حتى لا تأخذنا الدنيا بمفاتنها
تحياتي لقلمك

عُمر يقول...

إستفدت

عُمر يقول...

وإعتبرت

Lobna Ahmed Nour يقول...

حقيقة تدوينات حضرتك غاية في الروعة

ومليئة بالفوائد والنفائس تعكس عقلية

فريدة من نوعها

مما يجعلني طيلة الوقت

اكتفي فقط بالمتابعة الحثيثة دون التعليق ..

دام قلمك

نعكشة يقول...

كويس انه اتعظ

أو يصل إلى بر الأمان ، يحس وقتها أنه فاز و نجا من الكرب العظيم .

ترى إن أقبلت ساعة النهاية ، هل سيكون عليه أن يفكر في هذه الأشياء ؟ أم أنه سينشغل بأمور أخرى ؟

مش عارفة

فية ناس بتقول ان بعض الناس بتحس ان هيا دية فعلا لحظة النهاية بيعملوا اية ساعتها مش عارفة لانهم بيموتوا

كان فية حد قالنا جربوا تخيلوا نفسكوا جوة القبر و اقفلوا نور اوضتكوا و ان ملك الموت جاي عليكوا
هتبقوا عايزين تعملوا اية
تتمنوا ترجعوا الدنيا تعملوا اية بالظبط
واللي مخكوا يروح لية هوه دة اللي انتو محتاجين فعلا تعملوه

........

اللهم احسن خواتيم اعمالنا
..........


بيذكرني كلام حضرتك بكلام الدكتور بتاعنا عنا لدكاترة صحابة
لما يحسوا بالمرض
ميحبوش يروحوا لدكتور
و يفضلوا يقاوحوا و يشتغلوا بزيادة
و ميشوفوش عندهم اية
ولما تقعوا و يتهاووا
يكتشفوا ان الموضوع خلاص too late

يلا خير

ربنا يعافينا

سلام عليك

kochia يقول...

الغريب ان الكثير يعلم انها ما هي إلا جزيرة وسط البحار المتلاطمة و أن اليم ات وانه لا مهرب الا هو ..
ولكن هل نحتاج كلنا لمثل هذه الوعكة كي نطئط الرأس بيقين وخشوع ونعترف لانفسنا بذلك ؟

هناك من الوعكات ما نفيق منها .. واكيد الوعكة الاخيرة هي الاخيرة .. وقد تكون النهاية لا وعكات

اللهم اجعلنا ذاكرين عاملين لك دائما ..

موضوع جميل
تحياتي

مصــــري يقول...

أستاذي العزيز

ما أجمل الدعاء في أخر المقال!!

رائع بحق.

أحيانا أتسأل كيف تكون النهاية؟؟
ولكني في معظم الأوقات أنساها.
هو طابع بشري لا محالة من التخلص منه نهائياً.
هو الفرار من اليقين.

ولكني أتمني حين اسقط في هذا البحر أجد شيئاً استند عليه ولو
"لا اله الا الله"

تحياتي الشديدة لقلمك

أسامة

salma mohamed يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
اولا اود شكر حضرتك على ردك على اجابات الاختبار في المقال السابق لحضرتك
ثانيا بالنسبة لهذا المقال فهو تاكيد لحقيقة يعلمها الجميع
ولابد ان يستعد لها كل انسان حتى لا ياتي اجله ويقول ربي ارجعون ولا يجاب طلبه
ثالثا انه يجب فعلا على كل انسان ان يحس مهما على شأنه من صحة وقوة او مال او منصب ان ذلك من فضل الله قادر على سلبه وانه زائل لامحاله
فلا يكون الانسان كفرعون الذي ظن انه سيبلغ السماء
ولكن اذا جعل الانسان هدفعه المحوري طاعة الرب
سهل عليه تحقيق اهدافه في الحياة بما يناسب ماوهبه الله له بدون افراط ولا تفريط,ودون ان يخدع نفسه بالقدره على بلوغ عنان السماء

واخيرا يسرني القاء حضرتك نظره على مدونتي المتواضعه حديثة النشأه

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاته
يارب من ذا
الذى به آلوذُ
وانت لنا الملاذ
الاتزان والاعتدال كيف السبيل
اليهما ياأستاذ احمد وانت تتحكم بك عواطفك ومهما حاولت وأخذت من محاور فمشاعرك تتحكم بك فأن جلست وركنت الى الدعة ضاعت اهدافك وأن سعيت فى الدنيا ضاعت منك صحتك وراحتك واشياء اخرى كان يجب الاهتمام بها !!!.
احساس الغرق عايشته و(جربته حقيقة)وكل افكار الدنيا تأتيك حينها وتنوى وتنوى وتنوى أن تعمل كذا وكذا وكذا فأذا جاءت النجاة نسينا وتناسينا ما ما أنتوينا أن نفعله ولكننا ابداً ما ننسى الشعور نفسه للغرق!!
ودعواتى لك ولكل من يعانى
من وعكة ما! فى وقت ما!

Mohamed Ellotf يقول...

جزاك الله خيرا أخى العزيز
المقال تحفة ومؤثر جدا
اللهم أحسن خواتيمنا

قوس قزح يقول...

سلامتك يا احمد
و حمدلله على السلامة

و ان كان على الموت الواحد بيفكر فيه من غير مرض و خوفنا منه بس لما بنكون مقصرين فى حق ربنا و حق نفسنا

اللهم اجعل اخر ايامنا افضلها فى طاعتك

أميرة يقول...

السلام عليكم

ازيك يا باشمهندس .. اتمني تكون بخير ..ربنا يرزقك الصحة والعافية و يزيدك من فضله:)

هاخد من اخر تعليق من كلام نعكشة فهو حقيقي فعلا بخصوص الدكاترة .. كنت متخيلاه مجرد خوف علي غرار " اللي بنعمله في الناس هيطلع علينا " بس بالملاحظة القريبة لقيتهم كده فعلا محدش منهم لما بيتعب بيرضي يشوف دكتور الا بالعافية دا ان رضي وعندي اخويا خير مثال ربنا يشفيه و يعفو عنه

المرض والموت حاجتين ملهمش كبير ولا يمكن تجنبهم مهما اتخذت من احتياطات لتتحاشي لقاء المرض هتلاقيه و طبعا استحالة تحاشي الموت او الفرار منه

الحاجتين دول بيوجعوني اوي حتي لو لحد غريب اصلا معرفهوش بيألمني آلام المرضي و بحزن علي حزن من فارق احبابه .. الحكاية دي من زمان حتي قبل مرض سيف

بس من بعد الابتلاء اللي احنا فيه لقيت طول ما انا ماشية في ناس عندها حد مريض .. يمكن لو خبطت علي باب كل الناس هتلاقي عندهم بالتأكيد حد مريض و امراض جامدة ..الله يعافيهم جميعا يارب ويشفي مرضانا و مرضي المسلمين اجمعين

بتعلم كل يوم يعني ايه "لا مهرب لي منك سواك" بتعلم ان لا منجي ولا ملجأ من الله الا اليه .. قدر الله قضي و نفذ وملناش غير اننا ندعي ربنا يلطف فيه و يخففه ويزيحه ودي اقصي الاماني والامال

الغريق بيتعلق بقشه .. و قشتنا دلوقتي هي الدعاء .. مع الاخذ بالاسباب في طلب الدواء .. وقفت قدام تقدم الطب مرة واتنين .. قالوا مينفعش قولت هينفع باذن الله و هتعدي و هيقضي الله فيها خيرا و تم قبول الدعاء و كل الامل في اقصي الاماني بالشفاء.. الالم جواه رحمة .. لما تتألم و تطلب مغفرة الله لذنب افتكرته بس وانت بتتوجع..دي رحمة من ربنا بيك

شفت ناس الألم بيزيدهم قسوة و تجبر ببقي ببص عليهم وانا مستغربة مش يمكن ربنا بيديكم فرصة ترجعوله بيوجعكم علشان تطلبوا منه الرحمة!! بس مجرد التلميح بحاجة زي دي قدامهم بتلاقي رد فعل .. ساعات بتفتكر وقتها "بل ران علي قلوبهم" اكيد التجبر دا من تراكمات الظلم والقسوة اكيد قلب معرفش الرحمة مش هيجيله يوم يطلبها علشان حتي ميعرفش طعمها

ربنا يحسن خاتمتنا جميعا ويشفي مرضانا ومرضي المسلمين ولا يرينا واياكم سوء في عزيز ابدا يارب .. اللهم امين

mohamed ghalia يقول...

يا رب نجني ، و كن ناصري و معيني ، برحمتك استغيث ، أصلح لي شأني كله ، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين .
إذا ما ابتلي فثق بالله وارضى به إن الذى يكشف البلوى هو الله
تحياتى أخى الغالى على الموضوع الرائع
دمت بود

وميض ابتسامة يقول...

السلام عليك ورحمة الله

اللهم نسألك العفو والعافيةوالمغفرة وحسن الختام

احسنت ياصديقى العزيز

Unknown يقول...

سبحان الله
الحياة تهلى الانسان بشكل غريب وتشغلة عن مقدراتة وعن اسباب خلقة تجدة
يدور هنا وهناك فى محاولة للنهل منها يهتم بجانب ويهمل اخر الا من كان على يقين فعلى وعمل دؤب للوصول الى ما يصبوا اليه من محاولة ارضاء الله
عزوجل
موضوع جميلة
ودعاء رائع
جزاك الله خيرا استاذ احمد
وربنا يقدر لنا جميعا الهداية والعمل الصالح وحسن الخاتمة

عُمر يقول...

أنا رايح للحبيب كمان كام يوم ..

إنت أول واحد أقوله

تدفع كام وأدعيلك :)

فاتيما يقول...

احمد ...
البوست دا بيفكرنى بالمية
أيوه
الماء
أصله شفاف
و رقراق
و يروى الظماً
قل لبطل القصة فاتيما بتقولك
سلامتك ألف الف ألف سلامة
و قوله كمان
ربنا ما يحرمنا من طلتك
دعواتى و تحياتى

Unknown يقول...

كان فين موضوعك ده من سنه :)

عشت تجربة أظنها تتطابق مع تلك التي تتحدث عنها ..

أهداف كثيره و خطوط متشابكه ..

حتي تتعثر قدماك .. و أحيانا أيضا تتعجب .. هل هذا هو الطريق الذ اخترته أم أنه وليد الصدفه أم أنك مجبر عليه .. أم أن مقتضي وجودك فيه يستوجب إستكماله إلي النهايه

حتي تقع في قاع أسود ..
بحر من الاكتئاب أو الحيره و الألم
تحاول تدارك الموقف و لكنك تسقط مجددا و مره تلو الأخري أحيانا تفقد الأمل..
حتي تتذكر أنك من كان يستطيع أن يفعل أشياءا شتي في وقت واحد .. ألا تستطيع أن تقوم الآن إلي الدنيا من جديد ؟

تنهض .. تستجمع قوتك .. و ترتب أفكار كآبتك .. لأن -بالتأكيد- بعضها يفتح أبوابا للحياه كما أن معظمها يفتح أبواب الانهيار..

الحياة كبيرة جدا و لكنها هينه جدا جدا .. مجرد جسر إما أن تفكر في الناحيه الأخري أو تنشغل بمعالمه الخلابه و مناظره الجذابه .. فتقع في الهوه التي كان من المفترض أن تعبرها..

أتمني ألا أكون قد أطلت و أن أكون قد عبرت بدون "لخبطه" كعادتي :)

تحياتي،،

ياسمين

Unknown يقول...

أستاذى
بالصدفة .. انتهيت لتوى من كتابة بعض الكلمات ولكنى فى هدنة مؤقتة من المدونة وباقى نشاطى على الانترنت عدا مدونتكم الفاضلة
مش عارف ليه حسيت ان لها علاقة قوية جداً بالموضوع ...
(باب فى نهاية النفق
ليست مصادفة .. نعم ليست مصادفة .. هكذا قلت لنفسى عندما تأملت قليلاً فى تجاربى القليلة السابقة ووجدت أننى دائماً عندما أصل إلى طريق مسدود وتشتد صعوبة الأمور وأعجز تماماً عن إيجاد الحل .. فى هذه اللحظة .. فجأة تضاء كل الأضواء وتجدهم جميعاً حولك .. تجد كل من احتجت إليهم وتمنيتهم بجوارك يهرعون إليك .. تجد عدة بدائل للحل الذى لم يكن موجود أصلاً
أصبحت الآن أشعر بالسعادة عندما تختفى كل الحلول وأرى طاقتى فى طريقها للنفاذ .. فمن المؤكد أننى على وشك أن ألقى قسطاً من الراحة وتطييب الخاطر .. لأعاود من جديد رحلة جديدة فى زمان جديد ومكان جديد وبشخصية جديدة قد اكتسبت من التجربة ما يعينها على خوض تجربة جديدة بتحديات أكبر من سابقتها ... نعم فهكذا دائماً التحديات القديمة لم تعد شيئاً تقاس به قدراتنا لذا تختبرنا الحياة بتحديات أخطر وتكافؤنا فى النهاية بمفاجأة أكبر
أتمنى أن يراجع كل منّا تجاربه السابقة صغيرةَ كانت أو كبيرةَ قصيرة أو طويلة ... ويتذوق ابتسامة السعادة عندما يجد أن هذا الكلام ليس من باب المواساة والتشجيع وإنما من باب سرد الحقائق
سعيد من أدرك هذه الحقيقة وصدقها وجربها وذاق حلاوة أن يثق أن للكون ربّاَ سمى نفسه الحبيب يعلم بالضبط متى تنتهى قدرتنا على التحمل ... عندها لا يكلفنا المزيد ...
اللهم لك كل الحمد
هنيئاً لمن اختار أن يحيا سعيداً)

تحياتى ياباشمهندس ودامت لنا إشراقتكم الأسبوعية

صاحب المضيفة يقول...

جميلة تلك التدوينة بحق

الكثير منا لا يشعر بالنعمة الا بعد زوالها

وكثير منا لا يدرك معنى نعمة الصحة بالفعل الا بسلبها فعلا


كل الود

بنت القمر يقول...

في ناس بتفتكره بالنعمه وناس بالابتلاء
انا افضل النوع الاولاني:))

ام مصرية يقول...

نعم .. جميعنا حين نوشك على الغرق فى بحار اليأس ، أو الخوف ، أو المرض لا نجد سوي الله اليه نلتجأ ....ندعوه خوفا ، و طمعا ...
هذة التدوينة مؤثرة جدا ...
شكرا ...

سراج يقول...

يقال أن المرض هو تخفيف لذنوب المؤمن، كما أنه يستحب الطلب من المريض بالدعاء لزائره لأنه أحد الذين يستجاب دعاءهم ، وعلى فرض صحة أو خطأ الذي أقوله لكنه في النهاية أمر محبب.. المرض يجعلنا نقترب من الله أكثر.. ففي الشدائد لا يذكر سوى الله وحده.. وهو رسول منذر يُذكرنا بأنه لابد من يوم اللقاء، المشكلة هي أننا دائماً نسوف في الإستعداد لذلك اللقاء مع علمنا بحتميته.. أسئل الله أن يطيل في أعماركم جميعاً

غير معرف يقول...

من نعم الله الكثيرة التي أنعمها علينا، والتي لا تحصى أو تعد، نعمة المرض، نعم، فالمرض ما هو إلا نعمة، من دونه ما علمنا كم هي غالية جدا نعمة الصحة والعافية، وكيف لا وكنوز الدنيا كلها تنعدم قيمتها أمامها. أيضا من أفضال ونعم المرض علينا، أنه يذكرنا بمدى ضعفنا، إذ دائما ما تغرنا صحتنا فيخيل إلينا أننا أقوياء وننسى أن أحد منا أبدا لن يخرق الأرض بقوته، وأبدا لن يبلغ الجبال طولا.

Gannah يقول...

يا رب قد تجف قدميّ ، و تسرع خطواتي ، و رغم الأرض الصلبة من تحتي ، إلا أنني أعلم أنها ما هي إلا جزيرة وسط البحار المتلاطمة ، و أن اليم ينتظرني ، و ألا مهرب لي منك سواك .

------------------------------
كان يومها عاديا لا شىء فيه غريب
السنة الدراسية قاربت على الانتهاء
رسالة الدكتوراة طبعت
المناقشة بعد اسبوعين
فى الحافلة نسيت دعاء السفر
كانت منشغلة بمراقبة الطريق برغم انها كانت تجلس بعيدا عن النافذة
صوت انفجار
"ياساتر يا رب"
لحظات غابت فيها عن العالم وأفاقت لتجد نفسها على الأسفلت كان ساخنا
..الدماء كانت على وجهها وآلام رهيبة تمنعها من الحركة...قطع زجاج متناثرة
لم تصرخ فلقد كانت المفاجأة شديدة والألم يحبس صوتها فلا يصدر منها الا آنات
ينزل الزملاء من الحافلة
لم يصب أحد الا هى
اخترقت زجاج النافذة لتستقر على الأرض
كيف حدث هذا لا أحد يعرف
أصوات حولها وتليفونات
وبعد قليل صوت سيارة الاسعاف
ذهبوا بها كانت السيارة مسرعة وكانت خائفة فقد تركها الجميع واكملوا طريقهم برغم انها قالت لهم لا تتركونى وحدى ولكن كل كانت لديه أعمال
زملاء العمل تركوها وليسوا أغراب
فى استقبال المستشفى وجه تعرفه
زميل فى نفس الدفعة
ارجوك مش قادرة اتحمل الألم
ادينى حاجة انام
استنى لما نعرف الحالة انت عارفة
معلش ارجوك
لحظات والدواء يسرى فى عروقها فتغيب عن العالم
مشاهد متفرقة حجرة الأشعة
وحجرة العمليات
أصوات ونقاش
كسور وعملية
أفاقت على آلام رهيبة وحجرة بيضاء
وأمها تبكى بشدة
صرخات الألم تعلو
مسكنات قوية
ماذا حدث ؟؟
تتذكر
أيام تمضى والألم لا يطاق
مضاعفات
مياه على الرئة
يصبح التنفس صعبا
زميل أخر
وابرة كبيرة تدخل الى الغشاء البلورى لتسحب السؤائل
الأم تفقد وعيها من هول المشهد
تمر أيام الألم
تبقى حبيسة الفراش لمدة شهرين
تعرف معنى النعم
أن تمشى
أن تستطيع أن تفعل كل شىء بنفسك
ولنفسك..أمور الحياة العادية أصبحت شاقة
ولكن ياللعجب
كانت أكثر أيام حياتها سعادة
شعور غريب بالرضا
شعور بنعمة الحياة
شكر لله
الحجرة لا تخلوا من الزوار
زملاء وطلبة وأخرين لا تعرفهم
كتب اذكار وادعية
دعواتهم
أحاديثهم ..تشجيعهم
مرحهم
انت ازاى وقعتى كده ..زى الكرتون بالضبط
تفكير ايجابى ومذاكرة ولم لا
الوقت طويل
أشرطة للشيخ عمر بن الكافى وعمرو خالد
الحياة من هذه الحجرة البيضاء كانت تبدو حلوة
غريبة
شعور يغمرها هدوء..رضا وسلام

يقولون ربما تمشى بصعوبة
بعد أربعة أشهر يراها زميل
ويتعجب كيف لم تصب بأى مضاعفات
كأن شيئا لم يكن ..حركتها طبيعية

يتعجب هو أما هى فتحمد الله
قالوا ستصاب بالعرج
تمشى الآن وتجرى
وكأنهم برغم علمهم لا يضعون فى الحسبان
انه هو فقط الشافى
" واذا مرضت فهو يشفين"

ذكرتها بما ظنت انها نسيته
التفاصيل كثيرة
كانت وعكة
الحمد لله
-----------------------
ألف سلامة يا باشمهندس وعذرا للاطالة ولكن ذكرتنى
الخلاصة رائعة
أحيانا يكون الابتلاء هو عين النعمة
لانه يذكرك بالمعنى الحقيقى للحياة
قد تنتهى فى لحظة
"فاملء عينك من أحبابك واشعرهم بقيمتهم لديك فى كل يوم"
معنى اتذكره ولا اذكر الكلمات تحديدا
بوست رائع
تحياتى

فاتيما يقول...

إحنا جايين نطمن بس
تحياتى يا عزيزى

مجداوية يقول...

السلام عليكم

قال تعالى :
أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض أإله مع الله قليلا ما تذكرون
صدق الله العظيم

لكن يأت موقف ما فيذكرنا
فاذا عرفت فالزم

حمدا لله على السلامة والشكر لله على منه وفضله ومنحه الفرص لنا للتذكر والشكر ,,فكل أمر المسلم خير

Unknown يقول...

أنا علقت قبل كده ..

بس أنا جايه المرادي اطلب طلب

لو تعرف تكتب عن شبح الغرور .. و كيفية السيطره علي نفخ الآخرين في البالون أكون شاكره جدا .. :)
أنا ممكن أكون عارفه .. بس دوما ما أري أن لو تكلم غيري .. سوف يلم بنقطه لم الم بها أو يشرح بشكل أعمق .. خاصة و أنني الأفكار دوما ما تتداخل عندي لأنها بالنسبة لي متصله و متشعبة و كل منها سبب لأحداها و نتيجة لأخري..
فأتمني أن أري موضوعا لك كهذا .. و إن كنت قد كتبت عنه فأستسمحك أن تنوه لي عنه ..

خالص شكري و تقديري

ياسمين

رشا عبد الرازق يقول...

........وعندها
تتضاءل كل مفتقداتنا
فما نحن على وشك خسرانه _ من وجهة نظرنا _ إلا حياتنا ذاتها !!
وكل الحلول والجهد لا يقوى على انتشالنا من قدر الله إلا قدر الله !

وعندها نتذكر نعم الله التي لا تعد ولا تحصى
ونتذكر كل ما كان مملا في لحظات القوة غير محسوس القيمة في غمرة الامتلاك !

ولولا أن ابن آدم سريع النسيان إلا من رحم ربي
لما مرت به ملمة غاب بعدها عن قلبه وعقله ما تعنيه حقيقة حتمية النهاية
واستحالة ابعادها قيد انملة إن هي حلت

اللهم اجعلنا من الذاكرين في السراء والضراء وجنبنا فتنة البلاء

تقديري لثرائك دائما باشمهندس

:)

Ahmed Kamal يقول...

@ إيما
عافاك الله من المحن ، و بارك فيك

تحياتي لك


@ عمر
أنا سعيد لأني أول واحد تقول له ، و سعيد أكتر إنك أخذت قرار الحج و ربنا وفقك له :) و سبحان الله تصادف دخولي عندك في نفس وقت تعليقك ده ، و كنت أول واحد أعرف هناك برضه :)

و بمناسبة الحج أحب أوصيك بموضع إجابة للدعاء : فأول ما ترى الكعبة المشرفة لك دعوة مستجابة بإذن الله تعالى ، و عادة ما يصاب زائر الكعبة للمرة الأولى بالذهول لجلالها و عظمتها ، و أوصيك بأن تعد دعوتك الأولى من الآن ، و أن تكون هذه الدعوة هي أهم ما ترجو من الله سبحانه و تعالى ، و لذلك ركز على الأهم فمثلا الدعاء بدخول الجنة دون سابقة عقاب و لا عتاب دعوة مثالية لأنها تتجاوز الأسباب و الوسائل إلى النتيجة و الغاية العظمى ، و أسأل الله أن يتقبل منك جميع دعائك .

و أنسب وقت تدعي لكل من وصاك - و أنا منهم - يوم عرفة ، لأن الوقت يكون كافي لتذكر الجميع و الدعاء باستفاضة .

تحياتي لك ، و ربنا يتقبل منك


@ Unique
أشكرك على تعليقك الأول و على كلماتك الجميلة ، و أهلا بك دائما في رحايا العمر ، و أتمنى ان أرى تعليقاتك دائما .

تحياتي لك

Ahmed Kamal يقول...

@ نعكشة
و عليكم السلام و رحمة الله ، ربنا يعافينا زي ما بتقولي ، مهم جدا الإنسان تكون عنده بصير تقوده للصواب ، و منها "عدم المقاوحة"

تحياتي لك


@ kochia
بالطبع كلنا بحاجة إلى الابتلاءات للتذكرة ، و لتكفير الذنوب ، و لرفع الدرجات ، و نسأل الله العافية .

تحياتي و شكري لك


@ مصري
فليكن التوحيد مركبك الوحيد إلى النجاة ، و ليكن الشرع شراعك للوصول ، و ليكن الصبر سر نجاح الرحلة .

تحياتي لك و تمنياتي الدائمة بالتوفيق

عُمر يقول...

أخويا .. أ/ أحمد

بجد بأشكرك على نصايحك وإرشاداتك الغالية ، وكويس إنك نبهتني لنقطة إجابة الدعوة عند أول نظرة للكعبة ، وفعلاُ الدعوة التي ذكرتها شاملة وتتجاوز الوسائل و الأسباب ..

بأحترم ذكائك :)

ولك مني كثير التحية والسلام

:)

Ahmed Kamal يقول...

@ salma mohamed
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، دائما ما تهزني صورة من يصرخ قائلا ربي ارجعون ، و هو يعرف ألا رجوع ..

أشكرك يا عزيزتي ، و سرني التعرف على مدونتك ، و هي ليست زيارتي الأولى لها بالمناسبة :)


@ norahaty
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، يا عزيزتي حقت على بني آدم معاني الكدح و السعي في الحياة الدنيا ، فلا مفر من المشقة و بذل المجهود ..

أما الغرق فيظل من طعمه الرهبة و مرارة الحقيقة التي نخشاها ، و لا بأس من تذكرها من آن لآخر لتستقيم حياتنا .

جزاك الله خيرا


@ Mohamed Ellotf
أشكرك يا محمد ، بارك الله فيك

تحياتي

Ahmed Kamal يقول...

@ قوس قزح
الله يسلمك ، عافانا الله و إياك من كل مكروه ، و لكن جبل الإنسان على كره الموت بطبيعة الحال .

تقبل الله دعائك ، و جزاك خيرا عميما


@ أليس في بلاد العجائب
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، اللهم آمين ..

في تعليقك لمحات جميلة جدا ، فالمرض و فراق الأحبة من أشد الابتلاءات و أكثرها شيوعا ، و من أسباب رفع درجات من يصبر و يحتسب ، و إحساسك بآلام الآخرين دليل على حياة قلبك .

من قضاء الله أن يتقبل دعائك ، و يرفع عنك البلاء ، فالدعاء ، و الصبر ، و التوكل على الله ، و الإحسان ، و الاستغفار ، كلها من أسباب رفع البلاء بالإضافة لكل الأسباب المادية المتاحة و إن ضعفت كالطب و الدواء .

أما أجمل ما قلتي : الألم جواه رحمة ، و صدقت ، فكما قال أحمد بهجت في حوار بين طفل ساذج و قط مثقف : الألم طريق إلى الله ، و نافذة على رحمته

تحياتي لك


@ mohamed ghalia
جزاك الله خيرا يا محمد

أشكرك و أحييك

Ahmed Kamal يقول...

@ وميض ابتسامة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، اللهم آمين

أشكرك يا سيدي ، تحياتي لك دائما


@ نهر الحب
اللهم آمين ، أشكرك يا أختي

جزاك الله خيرا ، و نفع بك


@ فاتيما
جزاك الله خيرا كثيرا ، سلامك وصل :)

تحياتي لك ، و أشكرك على متابعتك و اهتمامك

Ahmed Kamal يقول...

@ عاقلة علي ارض الجنون
بالعكس يا عزيزتي ، فكلامك واضح و يعبر عن الموضوع بصدق ، الحياة هينة ، و يمكن أن تنتهي بسهولة و رفق في لحظة واحدة ، و يمكن أن تمتد و تتشعب في كل درب و طريق .

أما بالنسبة لطلبك العزيز ، فلم أكتب من قبل عن شبح الغرور ، و أفعل إن شاء الله :)

تحياتي


@ أحمد عبد العدل
باب فى نهاية النفق جميلة جدا يا أحمد ، لا أدري لم لا تنشرها بالمدونة ، فهي تستحق النشر بلا شك .

أشكرك يا أحمد على متابعتك ، و على تفقدك الغالي ، وصلك الله كما وصلتني


@ صاحب المضيفة
أشكرك يا عزيزي ، أدام الله علينا جميعا نعمه الظاهرة و الباطنة ، و حفظها من الزوال ، و رزقنا شكرها

تحياتي لك

Ahmed Kamal يقول...

@ بنت القمر
كلنا هذا "الشخص" ، فمن ذا الذي يكره النعمة و شكرها ؟

تحياتي لك


@ أم مصرية
شكرا لك ، رزقك الله شكر النعمة ، و الصبر على البلاء

تحياتي


@ سراج
جزاك الله خيرا يا عزيزتي ، و تقبل دعائك

المرض تطهير لذنوب العبد ، و رفع لدرجاته ، نسأل الله العفو و العافية

تحياتي

Ahmed Kamal يقول...

@ Hina wi Hinak
أنعم الله علينا بالمنع ، و العطاء ، نسأله أن يعافينا من المنع ، و أن يجزل لنا العطاء

جزاك الله خيرا


@ Gannah
تعليقك يا دكتورة موضوع قيم في حد ذاته ، القصة مؤثرة ، بل رائعة ، تستحق أن تأخذ مكان الموضوع الأصلي ، و لا أجد لها ردا .

سلمك الله ، و عافاك و أحبائك من كل أذى

Ahmed Kamal يقول...

@ مجداوية
عرفت فالزم ، وصية غالية ، تحتاج منا مراقبة و تعاهد دائم

جزاك الله خيرا ، و الحمد لله رب العالمين


@ رشا عبد الرازق
اللهم آمين ، أشكرك على كلماتك الصادقة و الحقيقية

تحياتي لك و أمنياتي بكل الخير

!!! عارفة ... مش عارف ليه يقول...

في بعض الاحيان

تمر هذه اللحظات على البعض
ويتعهد بمزيد من الطاعة
وبعد فواتها يعود كما كان
ويشعر أنه لا يؤدي عبادته على أكمل وجه

نسأل الله العفو والعافية
وأن يعيننا على حسن عبادته

وحمد لله على سلامته ،،،

وليد

Ahmed Kamal يقول...

@ عارفة مش عارف ليه

سلمك الله يا وليد ، و أجاب دعائك

تحياتي لك