بلا شك يتمنى كل منا أماني عظيمة لنفسه و أحبائه و بلده . و لكن كثيرا ما نجد أننا لا نعرف كيف نحقق أي من هذه الأماني ، و نتحسر لأننا لا نحيا الحياة التي نريدها ، أو لأن علاقاتنا الإنسانية ليست كما نرجو ، أو لأن حياتنا تفتقد التوازن المطلوب و لا تسير في الاتجاه الصحيح .
قد تعتقد أنك لا تستطيع أن تحيا حياة متوازنة بسبب الضغوط الناتجة عن عدم وجود وقت – أو إمكانيات – لتحقيق كل واجباتك و مسئولياتك ، مع أن القدرة على التغيير موجودة داخل كل منا ، و كل المطلوب منك هو أن تكون أكثر توازنا .
الحياة المتوازنة هي القدرة على التعرف على و التعامل مع و التمتع بكل جوانب الحياة الروحية و الأسرية و العاطفية و العملية و المالية و الصحية و الترفيهية ! و لا يستطيع إنسان إن يحقق ذاته إذا افتقد هذا التوازن .
و الحقيقة أن الوصول لهذا التوازن يتطلب قدرا من التخطيط ..
حدد رؤية
يجب أن تحدد أين ستذهب قبل أن تتحرك ، و إلا فلن تصل إلى أي مكان ، و رؤيتك للحياة هي البوصلة التي قد يتغير إتجاه مؤشرها من وقت لآخر ، و لكن يجب أن تحتفظ بها لكي لا تضل الطريق .
على سبيل المثال قد تكون الرؤية كالتالي : "تحقيق احتياجات أسرتي الإجتماعية و المالية ، و الاحتفاظ بالقدرة على تطوير طبيعة عملي" ، و بالرغم من أنك قد لا تحقق هذه المعادلة طوال الوقت إلا أن وجودها يدفعك باتجاهها و يرشدك إذا فقدت طريقك .
حدد أهدافك
و هي الأشياء الذي ستنفذها لتحقيق رؤيتك بطريقة ملموسة يمكن الحكم على درجة نجاحها .
و الحقيقة أن الأحاسيس السلبية كثيرا ما تكون بسبب عدم تحديد الأهداف أصلا ، لذلك يجب أن تراجع أهدافك و تخطط برامجك الأسبوعية أو الشهرية لتنفيذ هذه الأهداف – سواء كانت كبيرة أو صغيرة .
حدد أولوياتك
الأهم فالمهم ! تجنب ضياع وقتا كثيرا في التليفزيون و التليفون و الدردشة قد يساعدك على التركيز على ما هو مهم فعلا . رتب أهدافك حسب الأهمية في حياتك و قسم وقتك وفقا للأهمية ، ضع لنفسك خطة يومية في 10 دقائق لتكون معك قائمة بواجباتك .
حاسب نفسك
راجع يومك قبل أن تنام لتستفيد من تجاربك و تضع خططا أفضل للغد .
في النهاية
اسأل من حولك ممن مروا بنفس مشاكلك أو حققوا ما تتمناه لتستفيد من خبراتهم ، صحح أخطاءك ، راعي صحتك ! فلو كنت تشعر بإجهاد شديد قبل النوم ، أو تجد صعوبة في الاستيقاظ ، أو لديك أوجاع مزمنة فهذا يشير إلى أنك لا تعيش حياة متوازنة ، استرخ و امنح نفسك وقتا للراحة و اللعب و المرح .
و الآن هل تعتقد أن هذا التوازن ممكن ؟ هل تعتقد أنك تحتاج إليه ؟
أما أنا فأبحث عنه !
هناك 4 تعليقات:
هي مسألة أولويات وليست شيئا مفقودا... ففي كل مرحلة من مراحل تتغير أولاويتنا اعتقادا مننا أننا نفتقد شيئا ما وأن الوقت حان لتحقيقه... ولكن حقيقة هذا هو التطور الطبيعي للحياة لأنه من المستحيل أن نستمر على نفس النمط دائما وإلا فقدت الحياة معناها ولذتها... فالرغبة في تحقيق الأهداف هي التحدي الحقيقي... هي الرغبة في البقاء والاستيقاظ اليوم التالي... وحين نفقد هذه الرغبة نفقد حياتنا... فليس بعد الكمال إلا النقصان... فاستمتع بما عندك وبتعبك في البحث عنه و تحسينه... هذا هو التوازن الحقيقي.
الرغبة في تحقيق الأهداف هي التحدي الحقيقي هذا صحيح ، و لكن يجب أن ندفع الثمن المناسب فقط لهذا التحدي ، و ألا تكون أهدافنا كلها في اتجاه واحد "بدون توازن" ، و يجب ان نراجع أولوياتنا و نتأكد من اننا نعمل بالفعل من أجل تحقيقها ، و لا نتوهم ذلك .
التوازن المفقودالذى نحن فى أمس الحاجة إلية و الذى أصبح من الصعوبة تحقيقة فى حياتنا المعاصرة المليئة بالقلق و التوترات النفسية،فضلا عن إيقاع الحياة السريع الذى لا يسعفنا دائمابأن نقوم بما ينبغى علينا القيام بة حتى مع التخطيط،فأن طبيعة الحياة و متغيراتها السريعة قد تقلب الامور رأسا على عقب دون أدنى إنذار،فضلا عن الصراعات المستمرة و محاولات الاطاحة بالغير دون مبرر أو عائد مادى مجزى يستحق ذلك،و ندرة الاصدقاء أو من يمكنك الثقة بهم و التعاون معهم دون مقابل!و الاخطر من ذلك محاولة فرض أسلوب معين من الحياةو خاصة ممن يسيئون إستخدام الحرية، بدعوى المدنية و الارتقاء الفكرى خاصة فى المجال الصحفى و معظم الفنانين و المثقفين وبعض أساتذة الجامعة(طبعا لكل قاعدة شواذ و لكن من تجربتى وجدت معظم من يتشدقون بالاخلاق و المبادىء و يظهرون فى وسائل الاعلام المختلفة )هم فى حياتهم العادية أبعد ما يكونون عن ذلك،و هو الامر الذى دفعنى لعدم إستكمال دراستى العليالصدمتى الشديدة فيهم ،و قد أكون مخطئة لانى تركت الساحة و هو ما أحاول تلافية فى عملى الصحفى،و لكنى كما قلت أتعرض و غيرى كثيرون للملاحقة فى حالة إبداء إستنكارىو التمسك بالمبادىء و الاخلاق التى أؤمن بها ،و حقى فى الاختيار،فلماذا لا يترك كل و شأنة،مادمت لا أتدخل فى شئونهم و ليفعلوا ما يحلوا لهم مع من يتجاوب معهم؟ أعود فاقول وسط كل ما اتعرض لة فى عملى فضلا عن مشاكل الحياة ،و الزحمة و المواصلات و المشاكل المنزلية الخ،كيف بربك أحقق التوازن النفسى المنشود؟
قد يربك الوسط المحيط خططك ، و قد يحاول البعض وضع العراقيل أمامك ، و لكن المهم قبل التعامل مع هذه التحديات التأكد من وجود أهداف محددة و حقيقية لديك ، و أن تكون الأولويات واضحة في ذهنك قبل و أثناء التعامل مع هذه التحديات .
إن وجود الأهداف مرتبة حسب الأولويات مع الإيمان العميق بالقدرة على تحقيقها و المثابرة هي أسباب كفيلة بتحقيق النجاح و بتوازن طالما أن الأولويات تحكم الحركة في اتجاه كل هدف ، و هي كذلك أسباب لمقاومة الإحباط الناتج عن المشاكل المحيطة ..
إرسال تعليق