05 يناير 2013

عهد التحرير والتعمير

ترى رجلا سوريا في المسجد، تتفرسه العيون، تبحث فيه عن بطولة من رأى الموت والخراب، ورغم ذلك عاش..

تسأل نفسك عن سوريا، فإجابة السؤال هنا، لا هناك، تذكر وقت أن كانت سوريا توأم مصر، وقت أن كان اسم اللعبة: مصر - سوريا..

تذكر بكائك يوم سقوط بغداد، وتسمع صوتا كريها يحمّل أهلها المسئولية، ويقول لو كانت سوريا لما سكتنا، واليوم أكثر الأصوات كريهة..

ترسم خط العمر يمر بمحطات خراب كل مدينة تحبها، كل مدينة كانت جزء من تاريخك الشخصي، مدن الأمة مستباحة على مر العمر..

تعاهد نفسك ألا تموت إلا على أعتاب إحداها، إما محررا لها من المحتلين أو الطغاة، أو معمرا لها من آثار العدوان والخراب..

ثم تذكر أن كل خطط التحرير والتعمير تمر من مدينتك هذه، هذه المدينة التي ما كادت تتحرر، وما بدأت تتعمر بعد..

ثم تستعين بالله..


تعليقات الفيس بوك


29 ديسمبر 2012

ما جاع فقير إلا بتخمة غني

"ما جاع فقير إلا بتخمة غني".. هل يعني هذا الحديث أن الأغنياء منا سيحاسبون على وجود فقراء جائعون؟

يحق لنا أن نتمتع بما أنعم الله علينا من رزق، وأن نوسع على أهلنا، وأن ندخل عليهم البهجة والسرور، ولكن ماذا بعد أن نمتلك كل الكماليات؟ وماذا بعد أن نشتري الألعاب، ونسافر إلى المنتجعات، ونأكل ونشرب حتى نمتلئ؟

السفهاء منا يبذرون أكثر، والعقلاء يدخرون ويستثمرون الأموال، وعادة ما يقتصر الجميع في الصدقات على الحد الأدنى، ألا وهو الزكاة، وهو ما ينبغي علينا إخراجه من أموالنا حتى لو تحققت الكفاية في المجتمع، فما بالنا لو أن نصف المجتمع فقراء؟

في المرة القادمة عندما ترى متسولا، أو بلطجيا، أو مريضا فقيرا، أو جاهلا، فكر أنه بإمكانك أن تحمي شخصا آخر من هذا المصير.

فكر أنك مسئول بشكل ما أو بآخر عن جزء صغير من المجتمع. فكر ماذا عليك أن تفعل قبل أن يسألك الله: كيف تأكل حتى التخمة، وأنت تعلم أن هناك من يأكل من قمامتك؟


تعليقات الفيس بوك


ثقافة التكافل

40% من الأسر المصرية فقراء، ونحو 40% يملكون حد الكفاف، وحوالي 20% يفيض مالهم عن حاجتهم، أي يدخرون أو يبذرون.

هذا يعني أنك مطالب بكفالة أسرتين من الفقراء مع أسرتك، لو أنك تجد ما يفيض من المال، وبالطبع لا تحتاج الأسر الفقيرة كل الكماليات كالتي تنفقها أنت وأسرتك.

انتشار هذه الثقافة المثالية في المجتمع تتعامل ببساطة مع أكبر مشكلة اقتصادية تواجهنا، وبكفاءة تعجز أي حكومة عن تحقيقها إلا في خلال سنوات.

التكافل كان كلمة السر التي تعامل بها النبي صلى الله عليه وسلم مع الأزمة الاقتصادية الناتجة عن هجرة تجار بدون أموالهم إلى مجتمع زراعي، فنتج عن المؤاخاة مجتمع فريد.

وكان من عادته تقسيم أفراد الغزوات والسرايا ثلاثيات، ينفق الغني في كل ثلاثية على فقيرين، ويحمي القوي ضعيفين، ويعلم صاحب المهارة زميليه، أي توظيف بديع لطاقات الجميع.

فكر اليوم كيف يمكنك كفالة من هو بحاجة إليك، ماديا أو علميا أو فنيا، والأهم كيف يمكن تحويل هذا المعنى إلى ثقافة مجتمعية. فكر فقد يكون هذا هو الهدف من وجودك في الحياة..


تعليقات الفيس بوك