27 ديسمبر 2008

إلى من لم ير صبرا و شاتيلا

أكثر من 195 قتيلا و أضعافهم من الجرحى في قلب غزة ، و إسرائيل تقول إنها مجرد بداية في حربها ضد حماس "الإرهابية" .

إلى من لم ير مذبحة دير ياسين ، أو مذبحة صبرا و شاتيلا ، هناك مذبحة جديدة تجري الآن في غزة ، تنقل لكم على الهواء مباشرة على كل محطات العالم ، برعاية زعماء العرب الشريك الرئيسي و الراعي الرسمي لخطة إسرائيل لتغيير خريطة المنطقة كما صرحت ليفني من مصر أمس .

تغطية المجزرة من بي بي سي

تغطيات المدونين
عدوان جديد على غزة وصمت عربي مخزي (مدونة جنّي)
انا محرجة اني مصرية (مدونة جبهة التهييس الشعبية)
اين انتم يا من تسمون نفسكم عرب؟ (مدونة رحيل نحو الأمل)
انا زهقت حرااااااام (مدونة العائشة في الأحلام)
الدور علي مصر..أفيقوا أيها النائموووووووون (مدونة نوتة و قلم)
نملة سليمان ترحل ..إلى غزة !! (مدونة مجداوية)
الدور على مصر (مدونة MaGn0liA)
في غزة الجريحة (مدونة جورنال مصر)
يارب .. إنا مظلومون ... فانتصر... إنقطع الرجاء إلا منك (مدونة الشاعر)
أحمد ابو الغيط ... من فضلك إستقيل (مدونة حكاوي آخر الليل)
عزيزتى غزة (مدونة خالو أحمد الصباغ)
مش كفاية كده (مدونة لماضة)
ربنا يسامحنا و يعزهم (مدونة نعكشة)
تابعوا ما يحدث في غزة (مهندس مصري بيحب مصر)


من أجل غزة .. قاطعوا جميع المنتجات المؤيده للقصف (جروب جديد على فيس بوك)
النقاش على جايكو

أعتذر عن نشر المقالة الجديدة نظرا للظروف التي يمر بها الشعب العربي في غزة ، و حسبنا الله و نعم الوكيل .

13 ديسمبر 2008

قلة أدب

قلة أدب أشعر أحيانا أنني لا أنتمي إلى هنا ! أعني هذا المكان و هذا الزمان .

أحيانا لا أعرف هل اختلفت الحياة من حولي أنا بصورة سريعة لا أستطيع أن ألاحقها ، أم أن كثير من الناس يشعرون بالمثل ؟

أحيانا أبحث عن أشخاص يشعرون مثلي ، و للعجب أندهش عندما أجدهم !

مشكلتي باختصار هي إحساس مستمر ، و متزايد ، و مؤلم بالإسفاف ، إحساس بانهيار الذوق العام ، إحساس بأن الحياء ذهب بلا عودة ، و أن الناس منبهرين بهذا ، و أن الناس يعتبرون هذا اكتشافا عظيما ، بل و يعتبرون هذا نوعا من اكتمال الحياة ، بل هو سلوك تقدمي كذلك !

كلا يا سادة ، سوف أصدمكم و أقول : لقد تعلمت أن هذه "قلة أدب" منذ أن كنت في سن دخول الابتدائي – أقصد برايماري .

انحطاط الحضارة

لا أنكر أن الأطفال عادة ما يحاولون إثبات أنهم كبارا في مرحلة سنية معينة بتقليد فج للكبار ، و عادة ما يكون هذا التقليد للمظاهر التي لا يجرؤ على فعلها إلا الكبار ، فنجدهم يتلفظون بالكلام الخارج ، أو يبصقون على الأرض ، أو يتعمدون الخشونة في الحديث ، أو يفتعلون المعارك ، أو يدخنون ، الخ .

و عند الأطفال تكون هذه المغامرات نوع من إثبات الذات ، و عادة ما ينقسم الأطفال إلى نوع من اثنين : إما أن ينضج مع السنين و الخبرة ، و الرشد الحقيقي ، فيكتشف أن هذه الأفعال منفرة ، و أن فرض شخصيته على الآخرين يكون بأفعال و أقوال أخرى ، و تتكون هذه الشخصية بحسب العرف و العادات في مجتمعه .

أما النوع الآخر فلا يستقبح القبيح إما لجهله ، و إما لانعدام القدوة المجتمعية أمامه ، فيعتمد مظاهر "قلة الأدب" كدليل فاسد على النضج .

و ما أراه من مظاهر بادية في مجتمعنا تنبئ عن تحول جماعي تدريجي إلى "قلة الأدب" ، فهل يعني هذا أن مجتمعنا يفتقد الرشد اللازم ، و أنه يتحول من مجتمع طفل مشاكس مراهق ، إلى مجتمع فاسد منحل ؟

حضارة الانحطاط

من مظاهر الانحطاط التي تؤلمني تحول الألفاظ التي كانت تعتبر خارجة إلى ألفاظ دارجة ، و تحول استعمالها إلى نوع من المزاح ، و "الشياكة" في الحديث ، و المؤسف أن تجد نساء يستخدمن مفردات قبيحة ، أو لا يتحرجن من التحدث مع من يستخدمها .

أذكر موقف حدث لي في أيام الدراسة ، حينما وقفت زميلة جامعية تحكي نكتة ، و ختمتها بلفظ خارج ، و صدمت أنا بشدة لأنني أقف و أسمع هذه الكلمة أمام بنت ، فما بالك بأنها هي من تقولها ! لدرجة أنني سألتها : "إنت عارفة الكلمة دي معناها إيه؟" – ظنا مني أنها تقولها ببراءة من قبيل الجهل بمعناها الحقيقي ، فقالت من وسط دموع الضحك الهستيري : "أيوه" ، فأحسست أنا بالبراءة لأنني كنت قد عاهدت نفسي ألا أتلفظ بكلمات مماثلة من قبل ذلك الموقف بسنوات .

لم يقتصر الموضوع على فجاجة بنت تحكي نكتة ، بل تطور الأمر لتصبح "قفشات" المسرحيات خارجة ، و كوميديا الأفلام خارجة ، و أصبح التراشق بالألفاظ الخارجة داخل مجلس الشعب و في الصحافة ، و أصبح المعتاد أن نغلق النافذة عند خروج طلبة المدارس المجاورة لأن معظم كلامهم أصبح خارجا ، و حدث و لا حرج عن الإنترنت بمنتدياته ، و غرف المحادثة ، ثم المدونات فيما بعد ، التي أصبح البعض القليل منها يرفع على خجل شعار "مدونة نظيفة" .

قلة أدب 1 كان "الأدب" قبل ذلك و معه سباقا و رائدا في هذا المضمار ، حيث صارت طرق السرد الحديثة رمزا في الغالب ، و أصبح المعتاد أن جوانب الشخصية الروائية لا تنكشف للقارئ إلا بكشف السلوك الجنسي لكل شخصية من الشخصيات ، كما أن استخدام اللغة العامية لابد أن يرصع طبعا بلغة الشارع ، و أصبحت الواقعية عنوان الابتذال في الحكي معنى و مبنى ، فالقارئ لن يقتنع أن البطل رد سجون إلا إذا استخدم أقذع المفردات – واقعية .

ترادف مع هذا كله مظاهر الابتذال و الغرابة الغالب على ملابس الفنانين أولا ، ثم تبعهم الشعب بفئاته – و الفضل يرجع لثقافة الأغاني ، حتى أن من يبحث عن ملابس "طبيعية" قد لا يجدها بسهوله في مدينة عامرة كالقاهرة ، فأصبح الحديث و الإشارة إلى الملابس الداخلية للجنسين حديث معتاد و طبيعي أيضا ، و أصبح ستر العورة فضلا يتغنى به الناس .

و كان التعليم عاملا حاسما في دعم حركة المجتمع نحو الأسفل ، و كان الأمن الحاضر الغائب الذي رأى كل شيء ، و لزم دوره في خدمة "الوطن" لا المواطن ، وتزامن مع هذا أيضا انتشار الفساد و الاحتكار و الاستبداد و الاستغلال بألوانه المعروفة للجميع ، و توارت القدوة الشريفة ، أو القدوة التي تتصدى لنماذج الانحراف .

حضارة أم انحطاط ؟

و الآن تكثر في المجتمع تساؤلات مصدومة عن أسباب التحرش الجنسي الجماعي ، و الغش الجماعي ، و الغرق الجماعي ، و التزوير الجماعي ، و البطالة الجماعية ، و جهل الشعب بأبسط حقوقه و واجباته ، و لا أحد يربط هذا بشكل مباشر بقلة الأدب الجماعي أيضا .

إن التفكير البسيط يشير إلى أن هذا التحول المزعج الحاصل في المجتمع ، و الذي يحوله إلى مجتمع إسفاف و ابتذال و سوء أخلاق ، قد يكون هو سبب مشاكلنا الجماعية ، و كفى بشيوع البلوى سببا في العقاب الجماعي .

إن رفض كل منا لهذا التحول الكريه قد يكون هو كل ما نملك فعله الآن ، و هذا الرفض يجب أن يكون صادقا ، و عمليا ، و فوريا .

لقد امتلكنا شجاعة الأطفال الصغار في مغامرتهم ليثبتوا أنهم كبارا ، فهل نكون بشجاعة من نضجت شخصيته فيفرضها برغم طفولة المجتمع ؟


* اللوحة للفنان محمد حجي


* تحديث : هل يمكن التصدي لقلة الأدب ؟

07 ديسمبر 2008

الحساب الختامي

الحساب الختامي في مناسبات معينة تتجمع داخلي سحب من الأفكار ، تمطر في حياتي تجارب و توجهات و مواقف ، و بالتجاوب معها و استثمارها قد تثمر خططا و تطويرا لمختلف جوانب الحياة .

فمثلا بمناسبة أجازة العيد – أعاده الله علينا جميعا و على الأمة بكل خير – و بمناسبة اقتراب نهاية العام الهجري ، و بمناسبة نهاية العام الميلادي ، و بمناسبة نهاية عام في عمري و بداية آخر ، كل هذه المناسبات تفرض على الإنسان أن يراجع حياته ، و يحاسب نفسه ، و يحكم على ما أنجزه في الفترات السابقة ، ليصل إلى أهدافه و خططه للفترة المقبلة .

بدأت هذه العادة عندي منذ سنين لا أذكرها ، و لا أدعي أنها جعلتني أنجح من غيري ، و لكنها جعلتني أكثر وعيا بمسار حياتي ، و جعلت التخطيط للمستقبل عملية واعية ، كما أنها ساعدتني على الاستفادة من دروس حياتي .

و أنت ، هل جربت أن تحاسب نفسك من قبل ؟

جوانب الحياة

حتى تكون الحياة متزنة ، يحتاج الإنسان النظر إلى مختلف جوانب الحياة ، و هذه الجوانب هي :

1. الجانب الروحي

2. الجانب الاجتماعي و العاطفي

3. الجانب العملي

4. الجانب المالي

5. الجانب الصحي

6. الجانب الترفيهي

7. الجانب الفكري و الثقافي

8. الجانب الإبداعي

9. جانب تطوير الذات

و الوعي بهذه الجوانب مهم للتقدم في كل منها ، و بالتالي لتتوازن الحياة ، و الوعي بها يعني معرفة الوضع الحالي لكل منها ، و تحديد الأولويات و الأهداف لكل منها ، و وضع خطط لتحقيق هذه الأهداف .

و بالطبع ليست كل الجوانب على نفس القدر من الأهمية ، و لا يمكن توزيع المجهود و الوقت عليها كلها بالتساوي ، فمثلا يحتاج الجسم إلى الراحة نحو ثلث الوقت ، و يعمل الإنسان نحو ثلث الوقت ، بينما تتكدس بقية النشاطات في الثلث الباقي ، كما أن المجهود البدني أو الفكري أو النفسي يتوزع بنسب مختلفة بين هذه الجوانب .

و لكن يجب على أي حال أن يكون لكل من هذه الجوانب نصيب في حياتك ، على الأقل بالقدر الأدنى الذي يوفر احتياجك لكل منها .

خطط لحياتك

كنت أنوي أن أسرد هنا تفصيلا لكل جانب من جوانب الحياة ، و أمثلة على الأهداف و الخطط التي يمكن أن توضع في كل جانب منها ، و لكنني وجدت أن هذا لن يفيد بدون عرض تفاصيل كثيرة ، ربما تتطلب مجموعة مقالات تتكامل لتعطي صورة أوضح عن كيفية وضع خطة للحياة ككل ، و كيفية تقسيم هذه الخطة إلى أهداف سنوية و شهرية و يومية ، و كيفية استغلال الوقت و الاستفادة باليوم بالشكل الأمثل ، و كيف يمكن اكتساب المهارات اللازمة للنجاح في تحقيق هذه الأهداف ، و أيضا كيفية تحديد الأولويات .

و بما أن هذه الخطوة تتطلب مجموعة من المقالات ، فسوف أرجئ القرار فيها حتى تظهر نتيجة التصويت الجديد الموجود في الجانب الأيسر العلوي بإذن الله .



و في النهاية أهنئكم و الأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، أعاده الله على الأمة بعزة و نصر و حرية .


تنويه : تم نشر تحقيق للقاء مع مجموعة من المدونين في مجلة الشباب هذا الشهر ، و للأسف جاءت الجمل مقطوعة و غير مطابقة لما قيل ، كما افتقد التحقيق أهم الموضوعات التي أثيرت أثناء اللقاء ، و أحمد الله أن تمت كتابة اسمي و اسم مدونتي بشكل صحيح ، و لكنني أحببت أن أقول لكل من قرأ الموضوع أن ما كتب على لساني جاء متناقضا ، و لا يعبر عما قلته في الواقع !



* اللوحة للفنان محمد حجي