11 مايو 2008

تحمل المسئولية في ثلاث خطوات

تحمل المسئولية

ليه أتحمل المسئولية ؟

لو كنت عايش في بيئة فاسدة ممكن تلاقي إن سلبيتك هي أفضل طريق للوصول ، و إن ضعف شخصيتك أكبر مؤهلات النجاح ، أو إن كفاءتك و شرفك هم غلطتك اللي لازم تدفع ثمنها ! لكن أخطر شئ هو إنك تفشل مع نفسك ، و تتخلص من مسئولياتك لأنك فقدت الثقة في نفسك ، و فقدت الثقة في تغيير الفساد من حواليك .

الحقيقة الفشل ممكن يكون بسبب ضعف إمكانياتك أو بسبب الظروف اللي حواليك ، لكن ده مش معناه إن انت مالكش دعوة ، لإن ده ببساطة معناه إن انت الوحيد الخسران . الظروف و الأسباب اللي بتؤدي للإحباط من حوالينا جزء منها بسببنا و من صنعنا ، و جزء منها مفروض علينا ، لكن لو إحنا استسلمنا للأسباب دي حنتحول لفاشلين ، و الفشل مايفرقش كثير إن كان بالاختيار أو بالإكراه .

ليه مابقاش زي باقي الناس ؟

التعامل بسياسة القطيع غالبا بيؤدي لنتائج عكسية ، يعني لو كنت بتقلد باقي الناس دايما يبقى غالبا مش حاتنجح أو نجاحك حيكون محدود جدا ، زي نجاح باقي الناس ، و السر في كده إن المتميزين و المتفوقين عددهم قليل بشكل طبيعي ، و ده معناه إنهم مختلفين عن باقي الناس ، فلو انت مشيت ورا القطيع أكيد مش حاتكون متميز عنهم ، بالكثير حاتكون زيهم .

و الحاجة اللي بتخليك تمشي ورا القطيع هو الخوف من الانتقاد ، و الخوف من الاستبعاد نتيجة إنك مختلف ، و ده بيخليك تتحول لواحد في في معسكر المنتقدين عشان تكسّر أي واحد تاني بياخد قراره بنفسه و مستعد يتحمل المسئولية ، فيبقى ذنبه على جنبه لإنه اختار و لإنه لازم يدفع ثمن تحمله للمسئولية ، و ده عشان تثبت لنفسك إنك كنت صح لما رفضت تحمل المسئولية .

تحمل المسئولية

step1 الخطوة الأولى لتحمل المسئولية هي التخلص من مرض الذرائع اللي تكلمنا عنه المرة اللي فاتت ، و ده لأنه بيكون مبررنا الطبيعي للفشل أو لتحميل الآخرين مسئولية مشاكلنا ، و الحقيقة الذرائع دي كثيرة جدا في حياتنا ، على سبيل المثال شئ غريب جدا إن الأغلبية الساحقة من الناس مش واثقين في ذكائهم ! و عادة كلنا بنغلط لما بنقلل من قدر قدراتنا العقلية ، و لما بنبالغ في القدرات العقلية للغير خاصة لما بنفكر مثلا في نماذج لناس ناجحين ، أو لما بنتكلم عن الغرب بانبهار لأنهم متفوقين علينا ، و ده في حد ذاته بيخلينا نتجنب الدخول في أي تحدي ، مع إن المهم هو إنك تستعمل ذكاءك و قدراتك اللي ربنا أنعم عليك بيهم ، بغض النظر عن حجم الذكاء ده أصلا . و نفس الكلام ينطبق على كل الذرائع (الصحة ، التعليم ، السن ، الحظ ، الأهل ، الخ) ، لازم تستغل إمكانياتك كلها بدل ما تدور على المشاكل اللي فيها ، و بالعكس حتكتشف نقاط قوة موجودة عندك أكثر من غيرك .

step2 الخطوة الثانية هي اتخاذ قرارك بنفسك بعد ما تكون درست أبعاده و نتايجه ، عشان تبقى واثق من إنك بتعمل الحاجة الصح ، يعني مايبقاش قرار و خلاص ، إنما لازم تفكر كويس جدا ، و تشوف تجارب الناس اللي سبقوك ، و استشير و استخير ، و حاول تنفذ القرار بأفضل شكل ممكن ، و باستغلال أفضل إمكانياتك المتاحة .

step3 الخطوة الثالثة هي إنك تتقبل نفسك و تواجه نتائج قراراتك بشجاعة و بإيجابية ، في الأول و في الآخر انت بشر و ممكن تغلط ، و يكفيك إنك قادر على اختيار طريقك بنفسك ، و مش حاتتعلم و تبقى أحسن إلا بالتجربة ، و إوعى تفتكر إن حد من الناس اللي انت نفسك تبقى زيهم ابتدى و هو واقف على رجليه أو ماكنش عنده مشاكل ضخمة جدا و أخطاء يمكن أكبر من مشاكلك و أخطاءك .

خللي بالك انت كده كده مسئول عن وضعك ، لكن لما تنفذ الثلاث خطوات دول ، وقتها بس حاتبقى اتحملت مسئولياتك .

هل قرأت مين المسئول ؟

هناك 15 تعليقًا:

شــــمـس الديـن يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

عودا للمقالات العميقة و البسيطة في نفس الوقت

كلام حضرتك سليم تماما
و بين لي وجة نظر لم اكن اتخيل وجودها لكن مع بعض التدقيق وجدتها حقيقه ... ان سلوك من انضم للقطيع اصبح يعمل علي تدمير من يخرج علي القطيع و يصر علي الابداع و ان يكون نفسه !

بالنسبة للخطوة الاولي ... موضوع مرض الذرائع ... هو فعلا صحيح , و لكن لا يعني ان يكون المرة عندما ينجح في تقييم نفسة بشكل صحيح انه يقدم ذرائع ... مثلا : انا اعرف ان ذكائي ليس بقدر العباقرة ... و هذه المعلومة مفيدة لي ..لماذا ؟ لاني اقدم اقصي ما استطيع و لمني في نفس الوقت لا اصاب ابحباط ... فرأيي ان معرفة قدرات المرء جيدا هو شئ جيد و لا يتعارض مع الذرائع في شئ
فقد يكون المرء محقا في شئ ما و لكن هذا لا يجعله يدع العمل


ربما ما يجعل الناس لا يريدون ان يتخذوا قرارتهم بانفسهم هو عدم جرئتهم علي تحمل العواقب

مقال جميل :)

Ahmed Kamal يقول...

@ شمس الدين

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

شكرا على ردك القيم ، أتفق معك في كل ما ذكرتيه ، و طبعا معك حق في أن معرفة القدرات هو الذي يمكن الإنسان من استغلالها بشكل صحيح عند اتخاذ القرار و عند تنفيذه ..

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

السلام عليكم
تدوينة مليئة بالفائدة الكبيرة وبطريقة مبسطة بارك الله فيك
نورت وشرفت مدونتي المتواضعة واتمنى دوام التواصل بينا
تحياتي

Empress appy يقول...

على فكرة دى تنميه بشريه صح
وبجد خطوات سهله جدا وممكن نعرفها بطريقه ابسط ابعد عن سياسه تكبير الماغ وبس يعنى اللى ماشى بمبدأ وانا مالى فده غلط
بجد بوست مفيد جدا

قوس قزح يقول...

جزاك الله كل خير
التلاتة نقط دول باختصار هم : البداية و الخطوات و النتيجة

و كلهم مرتبطين ببعض
و يمكن اهمهم النتيجة مش لانها الهدف و بس لكن لانها ممكن تكون سبب فى بدايات تانية اكبر و اكتر لنا و لغيرنا


تحياتى

Ahmed Kamal يقول...

@nonoymm

و عليكم السلام .. جزاك الله خيرا على تعليقك ، الشرف لنا

@appy

شكرا على الزيارة و التعليق ، أتمنى نراك دائما

@rainbow

مضبوط كلامك الخطوة الأخيرة هي الأهم لأنها تساعدك على الاستمرار و إلا الإحباط ممكن يفسد المنظومة كلها ، و شكرا على التعليق

Tamer Nabil Moussa يقول...

بوست مميز

وكلامك سليم لازم الانسان يعتمد على نفسة ومش مشكلة يفشل مرة يحاول تانى عشان يقدر يكون حاجة


ربنا يكرمك

اتمنى ان يكون بينا تواصل دائم مدونة افكار حرة 1

تحياتى

Ahmed Kamal يقول...

@ تامر نبيل

شرفتنا بزيارتك الأولى ، و إن شاء الله أزور كل مدوناتك الجميلة ، مش بس أفكار حرة ..

تحياتي

Unknown يقول...

بالنسبة للخطوة الأولي :

كتير مننا بيحاول يرمي المسؤليه علي غيره أو علي الظروف و للأسف بقينا نشوف ده .. أبسط مثال لما تلاقي طفل معملش واجبه أسهل حاجه اتعود عليها "كنت عيان" أو أي شيء من هذا القبيل ..
قد يكون اتخاذي لمثال الطفل غريبا بعض الشيء و لكني أراه أنقي مرآه للمجتمع .. فحين يتلفظ بالفاظ معينه و افكاره تنحدر و سلوكه يشوه هذا يعني أن المجتمع الذي يعيش فيه له نفس السمات و المواصفات

تحمل المسؤليه هو القاعده -في نظري- و التخلف عنها هو الاستثناء .. و إن انقلبت النسب و إختلفت و أصبح المسؤلين بمعني الكلمه هم القله القليله الذين يشار إليهم بالبنان و كأنهم قد أنجزوا شيئا خرافيا خارقا للطبيعة البشريه .. فما أري أننا في الدنيا سوي لتحمل المسؤليه .. من سواي سيحاسب علي تصرفاتي ؟؟ من سواي سيهتم بأمري أمام الله يوم القيامه .. هذا مثال و ليس حصرا أن يكون الأمر دينيا أو عقائديا .. فالغرب الذي ينبهر به معدومي المسؤليه أو حتي مصطنعيها أو مدعيها ألا يوقنون أنهم بشر ؟
أذكر ذات مره قرأت لأحد المدونين جمله اعتراضيه عن مقولة لجدته أو والدته -لا أذكر بالتحديد- كانت تقول في مقارنه بين صديقي و أينشتاين و زويل :
"هو زويل عنده إيد زياده .. و لا أينشتاين براسين"..

لازلت أذكرها .. فهذه أيضا رؤيتي .. كلنا بشر متكاملون .. و لسنا كاملون .. قد تكون ذكيا إجتماعيا ولا تملك من الذكاء العلمي ما يؤهلك لدراسته ..

قد اكون ذكية نفسيا أقرأ البشر .. و لكن لا أملك الذكاء الاجتماعي الذي يجعلني أتعامل مع ما أراه

فالمسؤليه علي الجميع .. ما دمنا بشر .. و لأن المسؤليه متشعبه .. فلا يجب ان ننبهر بما صنعه الآخرون بقدر ما يجب أن نحلله و نتعلم منه و من هنا نتعلم كيف تحملوا المسؤليه

الخطوه الثانيه:
كما قلت إن التحليل الدقيق و الدراسه الجيده و التأني دون التباطؤ و التأجيل و المماطله أكثر العوامل تأثيرا بالإيجاب علي القرار السليم..

الخطوة الثالثة:
بعد التجربه و تحمل المسؤليه توقع الفشل قد يوقعك في الفشل .. و لكن تحمل نتائج المسؤليه هو أيضا صورة من صور تحمل المسؤليه .. أيضا التعلم من الأخطاء مسؤليه فما عشت هذه التجربه إلا لتتعلم منها .. و إن لم تتعلم منها فلم تكن جديرا بها و لتقصها إذن من شريط حياتك

معلش تعليقاتي طويله بس المواضيع فعلا تستحق

تحياتي

ياسمين

Ahmed Kamal يقول...

@ عاقلة على أرض الجنون
عزيزتي ياسمين ، أشكرك على تعليقاتك ، فأنت تناقشين الموضوع بالكامل ، و الحقيقة أن الأمثلة و التحليل في تعليقك يوضحون المعنى بالفعل ، و أعجبني جدا قولك "تحمل المسؤليه هو القاعده -في نظري- و التخلف عنها هو الاستثناء" .

أشكرك و أحييك

غير معرف يقول...

اعننا الله عل ذلك

غير معرف يقول...

انا اكتر واحدة مترددة في الدنيا ونش بعرف اتحمل المسئولية ومع اني ف ثانوية عامة الا اني ما بعرفش ابدا اقعد عالكتاب و اذاكر و بهرب منة بكل الطرق حتي لو عارفة ومستوعبة ان ماغنديش غير ابسنتين دول اثبت فيهم نفسي و انا عبمي و داخلة علمي رياضة ... نفسي لبدا مذاكرة زي الناس .. حد عندة اي مساعدة!

غير معرف يقول...

مقال جميل ومفيد***** والله انا اتغيرت٣٦٠ درجة بعد مابقيت اقرأ االمقالات اللي زي دي *** جزيتم خيرا****

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمتة الله وبركاتة
الموضوع ممتاز للغاية ولكن المشكلة هي عندي اني اخاف ان اتحمل المسؤلية
مثلآ انا جات لي فرصة للعمل في احدي المحلات التجارية محاسب والمشكلة اني خريج دبلوم كلما جات لي فرصة مثل دة اخاف من اني لااستطيع ادآ العمل بشكل الصحيح وهكذا في كثير من الامور

Unknown يقول...

مقال ابجايبى جدا هو ان يكون الإنسان ذانة يعمل نفسة جيدا دة قمة النجاح لانى لا الإنسان إلا روح الإنسان
اعرف اذار اقدر تطورها والتحمل مسؤوليتها