كتب متراكمة من حولي في كل مكان بنية أن أقرأها ، بعضها جديد لم أفتحها ، و بعضها قرأت أجزاء منها ، و البعض الآخر أحب أن أعيد قراءتها من آن لآخر ، أتلمس فرصة لأفرغ منها و أنقلها لمكتبتي .
عشرات المقالات في الريدر تنتظرني يوميا ، أصر على أن أتصفحها كلما استطعت ، في بعض الأحيان أمسحها لضيق الوقت ، و أنا أعلم أنني لو قرأت العناوين لفضلت قراءة بعض المقالات ، و قد أحفظ بعضها للرجوع إليها فيما بعد .
يوجد في حسابات بريدي الإلكتروني المختلفة مئات الرسائل التي أحتفظ بها انتظارا "للوقت المناسب" ، نادرا ما يأتي هذا الوقت لأمسحها أو أصنفها أو أكتشف ما بها من كنوز .
لدي أصدقاء أحتفظ بأرقامهم منذ سنين لأتصل بهم – ناهيك عن لقائهم – حينما تسنح فرصة ، قد أجدها ، و قد تجدني ، فتزرع إشراقات في نفسي و نفوس تكاد تنساني .
من آن لآخر أحس بهمّ آلاف الكتب و البرامج المكدسة على CDs و DVDs في انتظار أن أستغلها ، بينما لن يكفي عمري لاستكشافها ، و مع ذلك مازلت أشتري و أقوم بتنزيل الجديد غيرها .
ملايين التفاصيل تتراص و تتزاحم و تتراكم في انتظاري ، أستقبلها أنا ، و يتسع أملي في أن تكون لدي القدرة على التعامل معها ، و أنتظر فراغي بصبر لأملأه بها ، فإذا بالفراغ مفهوم مراوغ ، لأنه مشغول من قبل أن يفرغ ! فأشتاق لفراغ حقيقي .
أفكار مؤجلة
أجندتي تمتلئ بأفكار للكتابة ، تنتظرني الأفكار ، و أنتظر أنا الفرصة لأضيف إليها الصياغة و المعلومات و السياق المناسب ، و تراوغني إمكانيات الوقت و الفكر و الصنعة ، فتتأجل مشاريع الأفكار .
كما تضيف المشاريع المؤجلة أبعادا جديدة للحياة ، تبعث فيها الأمل و الطموح و الرغبة في التطور ، إلا أنها قد تشكل عبئا إذا لم تراع توازن الرغبات و الإمكانيات .
أحيانا ما أتساءل هل تتاح لي فرصة تحقيق المشاريع المؤجلة ؟ و يبقى مشروع الكتابة و الأفكار المنتظرة ، هل تستحق الانتظار ؟ هل هي جديرة بإقحامها في قائمة مشاريع العمر ؟
لقد حملت لي تجربة كتابة رحايا العمر – و في خلال أقل من سنة – حملت أفكارا و أحداثا و أشخاصا أضافت عنصرا جديدا إلى قائمة مزدحمة بالفعل ، كما أنها شكلت تحديا جميلا يختلف عن المعتاد ، و هو في النهاية تحديا اختياريا ، و لكن ثمنه فادح فكرا و وقتا .
و رغم وجود الرغبة في استكمال المشروع ، و النجاح في تحقيق أهدافه ، إلا أن إمكانيات التنفيذ تظل مراوغة .
فهل يعني هذا هدنة ، أم أنه يعني نهاية ، أم أنه تأجيلا لمشروع آخر ؟ لا أدري بعد ، و لكنني أتمنى كالعادة تحقيقه ككل المشاريع المؤجلة .
تزدحم في ذهني من جديد أفكار مختلفة للمقالة القادمة ، و لكن هل سأكتبها ؟ لا أدري أيضا ، و لكنني أقول لنفسي حتى الآن : أفعل إن شاء الله .
* اللوحة للفنان محمد حجي