لحظات رائعة ، الخضرة حولي من كل مكان ، متناسقة و أنيقة بشكل يثير الدهشة بقدر ما يثير الإعجاب ، تنتشر في السماء سحب بسيطة تداعب الشمس ، تبقي للسماء زرقتها المحببة ، و لا تحجب عن العالم نور الشمس ، لا يكدر صفحة الهدوء سوى صوت خرير الماء ينساب فيداعب العقل و الخيال فلا يترك مجالا لحزن أو حقد أو قلق أو غضب ، أصوات الطيور و حركتها تمنع اللوحة من أن تكون مملة ، بالأحرى هي تثير التأمل و الطيران بأجنحة التفكير ..
في وسط هذا كله أجد من حولي من أحب ، بلا مكدرات و لا منغصات ، و أتعجب لأنه لا توجد مسئوليات تضطرني لقطع هذه اللحظات كما هي العادة . إن لم تكن هذه هي السعادة ، فما هي السعادة إذا ؟
أين الخلل ؟
رغم كل شئ أجد شيئا في نفسي يرفض الاستكانة و الراحة ، شئ ما يقول أن هناك خدعة . أتلفت ، أبحث عن موضع الخلل فلا أجد شيئا ! على العكس أكتشف جوانب أخرى للبهجة بسبب عدم وجود أي خلل ..
و لكنني في الحقيقة أعرف السبب ، السبب الذي ينغص علي لحظات السعادة ، و هو فكرة أن هذه السعادة مؤقتة ، يالها من فكرة تؤلمني ، أتملص من الفكرة ، أهرب منها ، فأجدها تلوث هذه اللحظات الثمينة . هل هذا معقول ؟ نعم ستنتهي هذه اللحظات ، و ستصبح ذكرى أتمنى أن تعود ، و ربما تنسيني ما تحمله الأيام من آلام ما أشعر به الآن .
راح عقلي يقارن ما بين سعادة الدنيا و سعادة الآخرة ، ما بين المؤقت و المستمر النهائي المؤبد ، ما بين المزيف و الحقيقي ، فقط سعداء الآخرة يمكنهم أن يقروا عينا بما هم فيه ، و لا ينعم سعداء الدنيا إلا بلحظات مسروقة ، مؤقتة ، و مزيفة .
...
إنتهت تأملاتي بانتهاء لحظات السعادة التي أدركت حتى قبل أن تنتهي أنها غير كاملة ، و أخذت أتذكر المسئوليات و المشاغل التي تنتظرني ، و لم يبقى معي من تلك اللحظات التي تبدو الآن بعيدة بعيدة إلا ذكريات سعيدة .
دعاء
اللهم اجعلنا من سعداء الدنيا و الآخرة
اللهم اجعل سعادتنا في الآخرة أكبر من سعادتنا في الدنيا
اللهم لا تجعل سعادة الدنيا تغرنا عن سعادة الآخرة
اللهم اجعل تمام سعادتنا في رؤية وجهك الكريم
و الحمد لله رب العالمين
هناك 26 تعليقًا:
يا رب
يسمع منك يا أستاذ احمد
و بعدين السعادة المؤقتة دى نعمة فى حد ذاتها
فيه ناس فى حياتها أسباب كتير للسعادة و برضو مبتقدرش تحس بيها خالص و تعدى من قصادها البهجة و قلبها ميعرفش يقتنصها
الحمدلله على نعمة الأحساس و لو للحظات
أسعد الله مساؤك يا فندم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حوار عقلى جميل
بس ياترى
هل هى فعلا لحظات وقتية وستزول ؟
ياترى من زالها؟
اليس من كان سبب فى ايجادها قادر على ابقائها معه؟
السعادة هى شعور اجمل مافيه الراحه والصفاء
ليس لحظات وقتيه
هى موجوده باستمرار ولكن نحن من نستدعيها للحضور ونحن ايضا من يعطى لها امر انصراف
كانت تلك زيارتى الاولى لمدونتك لكن بعد ما رايت بها اعدك أنخا لن تكون الاخيره ابدا
أسال الله ان اجد لديكم دائما كل جديد ومفيد ومميز
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سعادة الدنيا فعلا ساعده مؤقته و سعادة الاخره هيه الدائمه
بس ساعات سعادة الاخرة بنشعر فيها فى الدنيا...يعنى اتباعك لمنهج الله فهو سيجعلك تصل لسعادة الاخره و لكن فى الدنيا حيكون لك نصيب من هذة السعاده
عرفت افهمك اللى عاوزه اقوله؟
آمين علي دعائك
الرضا من أكبر أسبابا السعادة
في أي مكان
شكرا على الكلام الحلو و الصورة
كوكو
الله يا ابو حميد
البلوج بتاعك جميل اوي .. انا ازاي مدخلتش عندك قبل كده ..
بجد انا فاتني كتير ..
تحياتي
لذلك ربما تجد من لا يفكرون في اللآخرة ربما يحسون بسعادة ظاهرية أكثر من المؤمنين بها والذين يفكرون في الموت ولقاء الله ربما لا يحسون بنفس السعادة وقد قال الله عنهم
إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها
السلام عليكم
بارك الله فيك
تفكير عميق وكلمات منمقة معبرة
تجد البعض عندما يتذوق حلاوة الدنيا تاخذه وينسى ان هناك حلاوة الاخرة الاكثر متعة والدائمة ربنا يرزقنا حسن الخاتمة وحلاوةوسعادة الاخرة
وامين يارب على دعواتك
وربنا يسعدك يارب دنيا واخرة
تحياتي لحضرتتك كنت اتمنى اتعرف على حضرتك اناوزوجي لكن تتعوض باذن الله
تحياتي
راي معبر جدا عن معني السعادة في حياتنا و الريق اليها اعتقد السعادة في الدنيا هو الوصول لنعمة الرضا فانت عندما ترضي بكل شيء و اي شيء لن تحتاج الي اي شيء ربنا ينعم علينا بهذه النعمه المفقوده بيننا وهي السبب في تعاستنا الدنيويه
تحياتي
امين
امين
امين
انا بستمتع بالمشهد ده بشكل يومي الحمد لله
في الاتوبيس العجيب
رحايا العمر
*************
كلما تأمل الانسان وجد السعاده لانه حتما سيصل فى نهاية تأمله الى هذه الكلمات..سبحان الله و الحمد لله ولا آله الا الله و لا حول و لا قوة الا بالله
الله ينور فالفكره جميله وما توج الفكره الدعاء الاخير
تحياتى
يا رب امين
بس هو ده حال الناس كلها يعنى
ممكن نبقى عاوزين الدنيا وكمان الاخرة
دى الحقيقه
السعاده الدائمه فى الجنه
ربنا يكتبهالنا
كلامك جميل ودعائك جميل
اللهم امين
قرر رئيس مجلس ادارة الجريدة مشكورا أن يتبنى كل ما يكتبه المدونون
وان يفرد مساحة لا بأس بها لبوستات البلوجرز
كما وافق على نشر البوستات المرشحة بتوقيع كتابها وصورهم
وذلك ايمانا منه بقوة التدوين وبأنها صوت المصريين
***
على كل مدون يرغب فى نشر مقالات - تحقيقات - قصص - نقد - ادب - شعر - سياسة او أى كتابات لم يرد ذكرها
ان يرسل البوست المرشح مذيل بتوقيعه وعنوان المدونة والإسم الحركى ان اراد
مرفق بصورة شخصية له
على الإيميل التالى
amyasser@hotmail.com
أو ترك اللينك الخاص بالبوست والمعلومات الخاصة بالمدون فى تعليق على العنوان التالى
www.amyasser.blogspot.com
تحت عنوان خاص لجريدة الأسرة العربية
الجريدة تصدر الإثنين من كل أسبوع
@ فاتيما
نحمد الله على نعمه الظاهرة و الباطنة ، لا نستطيع أن نقلل من أهمية سعادة الدنيا إطلاقا كما تقولين ، فالبعض محروم من أسبابها ، و البعض الآخر محروم من الإحساس بها و إن توفرت أسبابها ..
نورتينا يا أم يوسف
@ د/أبو يحيى و آدم
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، أهلا بك في زيارتك الأولى و أرجو أن نراك دائما .
طبعا هناك حالة عامة تسيطير على الإنسان تجعله يحكم على حياته في فترة من الفترات أنها سعيدة أو شاقة ، و لكن طبيعة الحياة تحتم وجود مشاعر الألم و التعب و الغضب و الحزن و غيرها بشكل متكرر يوميا . و لكن هناك أيضا لحظات خالية من الكدر على الإطلاق مما يجعلك تنطلق في التفكير في هذه الحالة نفسها .
أشكر لك تأملك في الكلمات ، و تعليقك الجميل .
@ واحدة مفروسة
طبعا فاهمك ، في الدنيا جنة ، من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة :)
شكرا على الفكرة الجميلة و دايما منورانا .
@ كوكو
يا سلام ، بالفعل الرضا من أكبر أسباب السعادة ، حتى عند افتقاد أسبابها .
أحييك
@ أحمد مبارك
شكرا على تشريفك يا أبو حميد ، إن شاء الله نشوفك دائما .
@ عصفور المدينة
جزاك الله خيرا يا سيدي ، و أكمل معك آيات سورة يونس :
إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون ﴿7﴾ أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ﴿8﴾ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم ﴿9﴾ دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ﴿10﴾
@ nonoymm
و عليكم السلام و رحمة الله ، نعم تنسينا الحلاوة العاجلة الحلاوة الآجلة ، و نتعجب على عدم قدرتنا على تخيل ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ، و ننسى أنه كذلك لا يخطر على قلب بشر ..
بالمناسبة لقد لمحت أخت منتقبة في حفل توقيع الكتاب ، لكني كنت محرج جدا أن أذهب إليها و أقول : هل أنت عاشقة النقاب ؟ :)
تتعوض إن شاء الله .
@ إيناس لطفي
تحياتي لك على التعليق الجميل ، بالفعل الرضا هو كلمة السر ..
@ لماضة
هم بيشغلوا أم كلثوم في الأتوبيس العجيب ده ؟
@ صباح الخير يا مصر
عندك حق ، فأي سعادة بغير الباقيات الصالحات ؟ بالفعل يجد الإنسان نفسه يهتف رغما عنه بأحدهم عند الإحساس بالجمال أو السعادة ..
جعل الله لنا جميعا نصيبا في الدعاء . آمين
@ رحاب
طبعا عندك حق ، المهم ماتغرناش الدنيا عن الآخرة ، و ماتكونش الآخرة هي ثمن الدنيا .
نورتينا .
@ dodda
صدقت يا هانم ، و شكرا على مرورك الكريم
اللهم امين يارب العالمين
تحياتى لك
جميل أوي البوست... وختامه كمان كان أجمل... اللهم آمين،... لكم ولنا وللسامعين...
أما عن السعادة في الدنيا، فلها عند كل منا تعريف خاص ومختلف... في ناس بتشوف السعادة في القناعة... ناس تانية بتشوفها في راحة البال... آخرون بيشوفوها في صفاء النفس وقلة المشاكل، ناهيك عمن يرونها في الجاه والمركز وخلافه... من أنواع السعادة الجميلة أوي اللي عرفتها هي أن تهب السعادة لمن ليست عنده سعادة...
اللهم آآآآآآمين
الانسان طماع وعاوز سعاده الدنيا وسعاده الاخرة سعادة الدنيا فعلا مؤقتا
وسعاده الاخرة هي الدائمه
لك تحياتي
جميل اوي وصفك لجمال الطبيعة
مرة سألوا برنارد شو مين التعيس ؟
قال هو اللي عنده وقت انه يسأل نفسه انا شقى ام تعيس؟
عارف حضرتك ايه اللي افسد عليك لحظة السعادة؟
اللي افسدها هو عقلك !!
مشكلتنا اننا بقينا نفكر زيادة عن اللزوم .. الاجيال السابقة كانوا ابسط مننا تفكير وكانوا علي سجيتهم وواخدين الدنيا ببساطة ومش شايلين هم بكرة وبيعيشوا اللحظو بلحظتها زي الاطفال اللي مش فاهمه حاجة في الدنيا وكل همها لعبتها .. عايز تبقى سعيد عيش بعقل طفل من غير ماتفكر في بكرة ولا المشاكل اللي مستنياك
وليه تربط سعادة الدنيا بسعادة الاخرة .. هو احنا لازم ننكد علي نفسنا وخلاص ..
@ رئيسة حزب الأحلام
شكرا على التعليق الأول ، شرفتينا
@ هنا و هناك
أسعدني تعليقك عن أنواع السعادة ، و خاصة أن تهب السعادة للآخرين .
تحياتي
@ بنوتة مصرية
أهلا و سهلا بك و شكرا على التعليق ، نورتي الرحايا
@ آنسة سوسه
الله يحظك يا آنسة ، ضحكني تعليقك ، الموضوع مش نكد خالص و الله ، لكن فرصة للتأمل حتى لا يغتر الإنسان بلحظات قصيرة تمر عليه و ينسى "مستقبله" .
لكن في نفس الوقت أنا ضد الاكتئاب بلا داعي ، و قد كانت لحظات السعادة جميلة و الحمد لله ، و لكنها انتهت و أنا واعي بحقيقة أنها مؤقتة و أنها - برغم كل شئ - ناقصة .
إرسال تعليق