22 أبريل 2008

حنين للوطن

رحت أتذكر ملامح وجهه ، نغمات صوته ، و حركات يديه ، كان يجلس على هذا المقعد بجانبي منذ يومين .

سافر صديقي بعد صراع طويل داخل بلده ، سافر بعدما استنفذ السبل و أخذ بجميع الأسباب ، توكل على الله و راح يسقي أرضا غير أرضه . عوامل الطرد غربته في وطنه ، فراح يبحث عن وطن في غربته .

قال لي قبيل سفره: إني أتمثل قول رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أخرج من مكة و هو يذرف الدمع و يقول: "والله إنك لأحب بلاد الله إليّ ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجتُ" ، أو كما قال صلى الله عليه و سلم .

حنين للوطنالقصة رقم ألف هي في مسلسل نزيف الأعزاء إلى خارج الحدود ، فكثير من أصدقائي سافر و عاد ، و أكثرهم لا يعود . فمع اختلاف الدوافع و الأسباب ، و رغم وطأة الإحساس الصعب بالفقد و الافتقاد يسافر الجميع ، أو يهرب ، أو يهاجر . و الغريب أن معظم من يترك البلد يكون متميزا جدا في مجاله ، و قد يصعب تعويض غيابه على المستويين المهني و الشخصي ، و الأغرب أن أكثرهم يذوب عشقا في مصر .

فهل تطردنا بلدنا لأننا أثقلنا عليها ؟ أم يحاول البعض أن يجتثنا منها ليسهل عليه تفكيكها و بيعها ؟

و كأن الغربة التي أصابتنا داخل الوطن بسبب غموض المصير و تغير الاستراتيجيات و تألق المحتكرين و الفاسدين و اختفاء بوصلة الصواب ، و كأن هذه الغربة كان ينقصها أيضا تغيب الأهل و الأصدقاء و الأحباب . هؤلاء الذين أبحث عنهم الآن فلا أجدهم .. فيدهمني حنين للوطن .

و للحديث بقية إن شاء الله . (حنين للوطن 2)

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

For sure it's a tough decision to be taken by anyone, but logically speaking:
- Why should I spend a lifetime in the streets to reach any destination ?
- I keep looking around while driving at people's faces and expression, did you ever notice the poverty around? It really kills to see others suffering..
-Why is there too many politics in the air, everywhere? And if you don't know how to play the game, you're added on the shelf!
- Why are we treated like slaves in all governmental services to issue any documents
- Why everything around us has turned commercial i.e education, hospitals, even the big names you get the worse medical treatment
- Till when will we have this black bubble 12 months a year, everything is polluted around us, what do you think of what we eat, drink, smell everyday

Do you still think it's difficult to decide whether to have a fair chance of living especially that
you'll be treated as a human being

Kefaya 3aleik keda!

Ahmed Kamal يقول...

@مها

أنا كمان أعاني من نفس الأشياء ، و اللي قولتيه نماذج لمشاكل كثير في بلدنا تدل على إننا نعيش شبه فوضى كاملة .

أنا أعتقد إن السؤال المهم هو مين المسئول عن كل اللي بيجرى لنا ؟ و السؤال الأهم هو مين المسئول عن إصلاح الوضع ؟

و في رأيي إحنا ممكن نختلف على إجابة السؤال الأول ، لكن الأكيد إن إجابة السؤال الثاني هو إحنا !

Nihal يقول...

الصديق الصدوق الوفى الذى أصبح عملة نادرة فى زماننا البغيض، إنة من تشعر معة و كأنك تخاطب نفسكدون تردد أو خوف،فمعة تشعر أن أسرارك فى مأمن،إنة يفهمك من نظرة عينيك و يشعر بما يفرحك أو يحزنك،و هو يجيبك دون أن تتكبد معة مشقة الحكى،فاذا كان أيضا ممن يصدق فية قولة-فذكر إنما أنت مذكر_فتبدأدون أن تشعر بالتقرب إلى اللة أكثر فأكثر و تذكرة فى كل وقت و حين،فيتبدد قلقك و خوفك الداخلى من المستقبل و يحل مكانها سكون النفس و التسليم بقضاء اللة و قدرة،و رغم قلة معرفتى بة و لقاءتنا المتباعدة و لكنة ترك فى نفسى أثرا لا ينسى،و لذلك فقد وجدت نفسى أشعر برغبة فى كتابة رسالة قصيرة إلية ،أخبرة فيها كم نشعر بافتقادةوإنى أذكرة كلما قرأت أذكار الصباح و المساء،و سبحت ،و قمت الليل،وأدعو لة فى كل قضاء حاجة-و دون أن أشعر وجدت دموعى تنساب و لازالت كلما تذكرت الامر و هى نادرا ما تسقط أمام الاخرين، ،و كنت فى طريقى إلى حضور لقاء ثقافى،و قد هممت بمسحها ثم تراجعت،لم يهمنى ما يقولة من حولى فانة شخص يستحق،و ليس الوطن هو من يطرد أبناؤة الذين يعشقهم و يحتاجهم لينهض بهم،و لكنها _كما أخبرتة تلك السحابة السوداء التى تلوح فى أفق بلادنا و التى دفعتة و غيرة كثيرون إلى السفر المؤقت و لكنى على ثقة إنهم سيكونوا أول الملبين إذا ما سنحت لهم الفرصة،و إنا لمنتظرون و لذلك يجب أن لا نسمح للمسافات أن تفرق ما بينناو أصدقاؤنا الاوفياء الذين هم كنز هذا الزمان ،وقديكون هناك من يبعدون عنا الاف الاميال و لكنهم أقرب ما يكونوا من أى شخص أخر نراة و نتحدث معة يوميا،

Ahmed Kamal يقول...

@تهال

لا أجد كلمات للرد على تعليقك ، فأتركه بدون تعليق ..

أسوور يقول...

نزلك بوست هذا الأسبوع فى جريدة الأسرة العربية
مبروك
رجاء المتابعة .. شغلك عجب اسرة التحرير

Ahmed Kamal يقول...

@ أسوور

عزيزتي ياسمين ، شكرا لك على الأخبار السارة ، سأتابع إن شاء الله ، و سوف أرسل لك لأتأكد من بعض التفاصيل الخاصة بالنشر

تحياتي

علي محـمــــــد يقول...

ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز أحمد كمال ..
أتمنى أن تكون بصحه جيده ..
في البدايه الف مبروك على النشر في جريدة الأسرة العربية .. ولكن هذا لايمنعني من أن ألومك .. لأني بالصدفه إنتبهت لتنبيهك لنا بخير جميل كهذا في يسار الصفحه .. كان يجب عليك أن تضعه في مكان أوضح فوالله إنه خبر أسعدني كثيراً .. أنا لا أتعجب بنشر جريده لمقالاتك فأنت تستحق هذا .. وتتذكر أنت حديثنا ذات ليله عن هذا الموضوع .. أتمنى أن يكون هذا النشر حافز لك على التواصل مع الصحف والوسائل الإعلاميه لنشر مقالاتك المميزه .. ولكن ارجوك حين ينشر لك مقالاً ابلغني على ايميلي في الجي ميل :)

أعتذر عن التأخر في المباركه

في أمان الله

اميرة بهي الدين يقول...

ماتغربيناش !!!!!!
احنا للي فاضلين وقاعدين واللي مشيوا ومقهورين
مين فينا المتغرب ولا كلنا متغربين !!!