07 أكتوبر 2012

إعجاب الإنسان بنفسه


إعجاب الإنسان بنفسه هو أحد المهلكات الثلاثة، وقد يسبب الكبر، والغرور، والاعتزاز الزائد بالرأي، وازدراء الآخرين، وترك المشورة، والاستبداد، بل قد يؤدي إلى إغفال الأخطاء الشخصية، ونسيان الذنوب، واستصغارها، في مقابل الإعجاب بالفضائل، واستعظامها، بل والمن بها.

والجهل هو أن ينسب الإنسان الفضل لنفسه فيما يعجبه من نفسه!

فلو كان إعجابه بقوته، فليتذكر أن مرض يوم يضعفه، وأن بعوضة تافهة قد تقتله.

ولو كان إعجابه بجسمه أو شكله أو صوته، فليتذكر ما يحمله هذا الجسم بداخله، وليتذكر بداية خلقه، ومصير جسده من تحلل وفناء، ولنا عبرة فيمن مات من قبلنا.

ولو كان إعجابه بنسب شريف، فليتذكر إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليقتدي بمن يتشرف بالانتساب إليه، وليتذكر أن نسبه لن يغني عنه شيئا.

ولو كان إعجابه بعقله ورأيه، فليتذكر أنه ما أوتي من العلم إلا قليلا، وليتذكر المرات الكثيرة التي كان على خطأ فيها.

ولو كان إعجابه بماله، فليتذكر حسابه العسير عن كل قرش اكتسبه من حلال أو حرام، وكل قرش أنفقه في حق أو باطل.

ولو كان إعجابه بأولاده أو أقاربه أو أتباعه أو معجبيه، فليتذكر أنهم جميعا ضعفاء مثله، وليتذكر أنهم سيفترقون عنه عندما يموت فيتركونه في قبره وحيدا ذليلا، وأنهم سيهربون منه يوم القيامة.

وخلاصة ما يخلص الإنسان من الإعجاب بنفسه أن يتذكر أن ما يعجبه إنما هو فضل ونعمة من الله، وأن يغلب عليه الخوف من السلب بعد العطاء، وأن يردد دائما:
"ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا"


التعليقات على فيس بوك

هناك تعليق واحد:

يا مراكبي يقول...

أجل
فنحن نتقلب في نعم الله عزَّ وجل
وما نحن فيه - أياً كان - ليس إنجازاً شخصياً، بل هو منحة إلهية قد نفقدها في لحظة بقدرة الله عزَّ وجل

اللهم إنَّا نعوذ بك مِن السلب بعد العطاء